ad a b
ad ad ad

ضربة قاصمة.. إثر عودة العلاقات التونسية السورية على الإخوان

الجمعة 28/أبريل/2023 - 07:06 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

قررت الدولة التونسية بقيادة الرئيس «قيس سعيد» في 13 أبريل 2023 إعادة العلاقات مع سوريا وفتح سفارتي البلدين بعد قطيعة دامت 11 عامًا من اندلاع الحرب السورية، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذا القرار على جماعة الإخوان الممثلة في «حركة النهضة» والتيارات المعارضة التونسية، خاصة أن قرار قطع العلاقات مع سوريا كان إبان حكم الرئيس التونسي السابق «المنصف المرزوقي» حليف الإخوان، الذي يحاول في الوقت الراهن العودة مرة أخرى إلى سدة المشهد السياسي بتوظيف عناصره لإثارة حالة من التوتر في البلاد ومعارضة أية قرارات يتخذها الرئيس «قيس سعيد».


نهج تونسي

وتجدر الإشارة أن القرار التونسي بإعادة العلاقات مع سوريا؛ يأتي في خضم الجهود الإقليمية التي تقودها عدد من بلدان المنطقة العربية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي قبيل القمة العربية المزمع انعقادها بالمملكة العربية السعودية  في مايو 2023، هذا بجانب المصالحات الجارية في الإقليم والتي نجم عنها مباحثات بين الرياض ودمشق لإعادة العلاقات بين البلدين استئناف الخدمات القنصلية بعد قطيعة أكثر من 10 سنوات، هذا بجانب عودة العلاقات بين السعودية وإيران بعد قطيعة سبع سنوات، إضافة إلى مباحثات مصرية تركية لإعادة العلاقات إلى مستواها السابق.

وهو القرار الذي لربما أراد منه «قيس سعيد» أمرين أولهما، دحر أية مخططات إخوانية لإبعاد تونس عن محيطها العربي والانعزال حتى يتمكن لهم السيطرة على البلاد، أما الأمر الثاني هو تعزيز ودعم العلاقات مع سوريا في المجالات كافة خاصة المتعلق بمكافحة الإرهاب، وذلك بعد أن شهدت تونس عقب اندلاع الحرب السورية، وظهور عدد من الجماعات الإرهابية على الساحة، موجات من تسفير آلاف الشباب  التونسي إلى بؤر التوتر، بينها سوريا، تحت غطاء سياسي، وهي القضية المتهم فيها رئيس حركة النهضة «راشد الغنوشي».

وعليه، فإن قرار عودة العلاقات التونسية السورية يهدف في المقام الأول إلى توطيد التعاون بين البلدين لـ"تفكيك منظومة الإرهاب" التي عثت ليس فقط في كلا البلدين ولكن في المنطقة العربية برمتها، وهو الأمر الذي استغلته بعض التيارات الإسلامية التي تزعم الجهاد باسم الدين، وعلى رأسهم "جماعة الإخوان"، وعليه فإن المصالحات التي تشهدها دول المنطقة العربية قد تكون "ضربة" لقيادات الجماعة في هذه الدول، التي تريد استغلال أية أحداث فوضى للظهور على الساحة.

ضربة قاصمة  للإخوان

وحول ذلك، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن هناك تأثيرًا كبيرًا بالنظر لأهمية هاتين الساحتين للجماعة خلال العقد الماضي في أعقاب ما عرف بثورات الربيع العربي، فتونس هي مهد هذه الثورات وبها جناح مهم وقوي ونافذ للإخوان له تأثيره وحضوره ونشاطه الحيوي ليس في تونس فحسب بل بالإقليم، علاوة على محورية سوريا في مشروع الإخوان خلال المرحلة الماضية وصولًا لأهدافها في التمكين والهيمنة على مقاليد السلطة بالمنطقة العربية حيث كان إسقاط النظام السوري وتمكين فرع إخوان سوريا من السلطة أولوية للتنظيم الدولي للجماعة وداعميه الإقليميين.

ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع» أننا في الوقت الراهن نشهد نتائج سقوط المشروع الإخواني في هاتين الساحتين تأثرًا بسقوطه في المركز في مصر وبالتحولات الإقليمية الجارية وإفشال التحالفات الإخوانية مع شبكة التنظيمات الإرهابية في مصر والإقليم، خاصة مع داعش والقاعدة، ثم ما أعقب ذلك من مصالحة خليجية قطرية وتقارب قطري مصري ثم مشروع تسوية بين مصر وتركيا، وتوج ذلك بالتمهيد لإعادة سوريا للحضن العربي وتكثيف تقوية العلاقات العربية وهو ما يمثل تتويجًا للضربات القاصمة للجماعة، ويعمق عزباتها العربية والإقليمية.

"