بعد أحداث السبت الدامي.. السودان يضع العالم في حالة من القلق الدولي
الثلاثاء 18/أبريل/2023 - 01:01 ص
أحمد عادل
حالة من القلق الكبير، انتابت الأوساط العربية والدولية، على أثر الاشتباكات التي وقعت في السودان السبت 15 أبريل 2023، هذا القلق نابع من تدهور الأوضاع الأمنية التي ستقع فيها المنطقة العربية، وبالتحديد شرق أفريقيا، وهي المنطقة التي تقبع فيها الخرطوم.
معارك كبيرة
معارك كبيرة وقعت في السودان، بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، بين الجيش السوداني تحت قيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد القوات المتمردة «الدعم السريع»، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي»، ولكن انتهت بسيطرة القوات المسلحة السودانية، على الوضع الأمني في البلاد، وسط مخاوف عديدة من الدول العربية والإفريقية من اندلاع شراراة الأحداث مرة أخرى.
حرب أهلية
ومن جانبها، قالت نورهان شراراة الباحثة في الشأن الإفريقي، إن السودان يتجه الي حرب أهلية خطيرة بين طرفين طال النزاع بينهما، ورغم ان الأحداث في السودان ليست مفاجئة، ولكنها جاءت بشكل أقوى من المتوقع، فمحاولة الانقلاب هذه والتي جاءت على خلفية مفاوضات لتسليم السلطة للمدنيين تعد الأصعب من نوعها وتأثيرها على السودان الشقيق لن يكون محمودًا، فهناك ضحايا مدنيون كُثر بين قتلى وجرحي، ورغم غياب المعلومات عن من بدأ بالضرب أولًا إلى فإن الجيش أعلن أن قوات الدعم السريع قد هاجمت عدة مواقع إستراتيجية في حين نفت القوات هذا متهمة الجيش بضربة البداية.
وأكدت نورهان في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه يعود الخلاف بين الطرفين إلى مقترح لضم قوات الدعم السريع إلى صفوف الجيش وسط اختلافات واسعة على كيفية إدارة الجيش بعد ضمها ولمن ستكون القيادة، وفي أحداث السبت الدامي، قد تكون قضت على الحلم السوداني في الاستقرار وبناء دولة مدنية ديموقراطية، كما ينذر هذا الخلاف بحرب أهلية قد تخلف انقسامًا للسودان إلى دولتين.
وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، أن الصراع داخل السودان لن يكون فقط دمارًا داخليًّا على الأشقاء السودانيين وإنما أيضًا يزيد من حجم الصراعات في المنطقة، والذي بدوره يضر مصالح إفريقيا نفسها وكل شركائها من القوى العظمي، وكذلك دول الجوار مثل مصر والتي تعتبر السودان عمق أمنها القومي، وأي أحداث في السودان تخص وبشكل كبير الأمن القومي المصري.
وتابعت في تصريحاتها، أن هناك مخاوف كبيرة حول استمرار الوضع الراهن في السودان أو انقسامًا حال عدم وجود حلول لتهدئة الأوضاع، وجدير بالذكر أن السودان كانت تعاني لوقت كبير من وجود الجماعات الإرهابية، جماعات الإسلام السياسي، والتي قد تجدها فرصة جديدة للعودة للسودان وهذا ما يضر بالسودان وإفريقيا بل وكل العالم.
وفي السياق ذاته، قال محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية: إن حدة التوترات في السودان تسارعت في مشهد دراماتيكي، مما أثار العديد من التساؤلات حول تداعيات ذلك على الأمن الإقليمي في ظل أزمة شديدة التوتر واشتباكات وعنف بين أطراف الجيش السوداني.
وأكد الديهي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الأوضاع في السودان سوف تؤدي إلى تاثيرات سلبية على الأمن الاقليمي، خاصة أن السودان يتميز بموقع إستراتيجي مهم على البحر الأحمر يوازي في أهميته موقع اليمن.





