الكمأة تفتح شهية «داعش» لبسط النفوذ في البادية السورية
"موسم دامٍ"، هو الوصف الأقرب لموسم جمع نبات الكمأة في ريفي حلب وحماة بالبادية السورية، بسبب المجازر التي يرتكبها تنظيم "داعش " الإرهابي، فضلًا عن قيام الأطفال والشباب بالجمع في ظروف خطرة غير آمنة، تحت خطر الألغام والمتفجرات التي زرعتها الجماعات المسلحة في المناطق المحيطة بحقول الكمأة، كما يستغل التنظيم جمع الفطر المميز في تمويل أنشطته الإرهابية.
تزايد في إعداد الضحايا
وتشهد مناطق متعددة شرقي سوريا تزايدًا في عدد ضحايا قطف فطر الكمأة، حيث يستهدف تنظيم "داعش" تلك النبتة وجامعيها بهجمات متكررة.
ويُعد قطف فطر الكمأة مصدر رزق هام للعديد من الأسر في مناطق كثيرة، خاصةً البادية الممتدة بين الجنوب والشمال السوري، والتي تقع بمحاذاة الحدود العراقية، كما يعتبر جمع الكمأة جزءًا من الأنشطة الزراعية الموسمية المهمة في هذه المناطق.
ويباع فطر الكمأة بسعر يتراوح بين 5 دولارات و25 دولارًا للكيلوجرام الواحد وفق جودة الثمار وحجمها.
ماذا يستفيد داعش من جني الكمأة؟
فطر الكمأة بالنسبة لتنظيم "داعش" الإرهابي، مصدر هام للتمويل وفق تأكيد الناشط السوري فتحي جريان، إذ قال إن التنظيم يستفيد من موسم الكمأة بعدة طرق، فهذا الفطر يعتبر مصدرًا مهمًّا لتمويل التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها، حيث يستطيع التحكم في إنتاجه وتجارته، بفرض ضرائب ورسوم على الفلاحين والتجار الذين يزرعون ويتاجرون بها.
وأوضح في تصريحات لـ"المرجع"، أن "داعش" يمكنه بيع الكمأة في السوق السوداء، بأسعار مرتفعة مقارنة بالأسعار العادية، وهذا يساعده على تمويل أنشطته المختلفة.
وأشار إلى أن التنظيم يستخدم موسم الكمأة في تجنيد المزارعين والعمال المحليين في المناطق التي يسيطر عليها، بتوفير فرص عمل لهم في الحقول، وبالتالي توفير مصادر دخل لهم، متابعًا أن "داعش" يمكنه استخدام الكمأة كوسيلة لتمويل أنشطته المختلفة عن طريق تبادلها مع المواد الأخرى في الأسواق المحلية والعالمية.
استنزاف الجيش السوري
يرى المحلل السياسي السوري، محسن فخري، أن حملات الجيش العربي السوري والقوات الخاصة، بمساعدة الطيران الروسي، ضد إرهابيي داعش في البادية السورية لم تتوقف وتأخذ طابعًا دوريًّا، بل تكثفت بشدة إبان مجازر الكمأة.
وأضاف في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن "داعش" لا يملك قدرات خارقة، لكنه يستمد دعمًا لوجستيًّا ومباشرًا من القوات الأمريكية، لكي يبقى على استعداد دائم لاستنزاف الجيش العربي السوري واستدراجه إلى عمق البادية السورية، عن طريق استهداف المدنيين العزل من جامعي الكمأة.
وأشار المحلل السياسي السوري، إلى أن قاعدة التنف الواقعة في مثلث الحدود "السورية الأردنية العراقية" تشكل نقطة انطلاق لإرهابيي داعش وبقية الفصائل، وذلك لاستهداف المدنيين الآمنين والغاية هي استفزاز الجيش السوري، واستدراجه لاستنزافه.





