ad a b
ad ad ad

هل تراجع الولايات المتحدة موقفها تجاه الانسحاب من أفغانستان؟

الأربعاء 19/أبريل/2023 - 10:09 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

شكل يوم الخامس عشر من أغسطس 2021م، حدثًا مفصليًّا في تاريخ أفغانستان، وتاريخ التدخل العسكري الأمريكي في الخارج، خاصة في المناطق الملتهبة أمنيًّا والتي تعتبرها واشنطن مصدر خطر على أمنها، ورغم أن الانسحاب لم يكن فجأة كما تزعم الإدارة الأمريكية الحالية، لكن الطريقة الغريبة التي تم بها أثارت وقتها حالة من الجدل بين المراقبين بسبب حالة الفوضى التي صاحبت الانسحاب، وعدم وضوح الرؤية.. ومؤخرًا اعترفت الولايات المتحدة بأن الأمر لم يكن على ما يرام.. فهل تُراجع واشنطن موقفها من القرار؟


اعتراف بالفشل


الخميس 6 أبريل الجاري كشف البيت الأبيض عن وثائق سرية حول عملية الانسحاب من أفغانستان، واعترف في تقريره الذي قدمه للكونجرس بعد مراجعة نتائج الانسحاب بفشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وزعم التقرير فإنها لم تتوقع سيطرة حركة طالبان المتشددة على البلاد بسرعة بعد 20 عامًا من التدخل الأمريكي ودعم الحكومة الأفغانية السابقة.


واعتبرت الوثائق السرية التي كُشف عنها مؤخرًا أن الولايات المتحدة هُزمت في أفغانستان بعد أكثر من 20 عامًا، من العمل على الأراضي الأفغانية، وخسائر بلغت أكثر من 2 تريليون دولار.


وألقى التقرير باللوم على إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدة أن إدارته تركت المغادرة لإدراة بايدن بعد تحديد موعد الانسحاب دون وضع خطة توضح آلية التنفيذ والسيناريوهات التالية للانسحاب.


واستشهد التقرير على عدم التخطيط للانسحاب، بالعملية الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش أثناء عملية الانسحاب التي أسفرت عن مقتل 13 عسكريًّا أمريكيًا و170 أفغانيًّا في هجوم انتحاري بمحيط المطار المزدحم خلال الجسر الجوي العسكري الذي كان يهدف إلى إجلاء المتعاونين مع الولايات المتحدة، والذي شهد إجلاء أكثر من 120 ألف شخص في غضون أيام معدودة.


ردود ترامب


لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لم يعترف بالتقرير واعتبر أنه تضليل من الإدارة الحالية، معتبرًا أن الرئيس الحالي جو بايدن يتحمل المسؤولية وحده عن فشل الانسحاب من أفغانستان مضيفًا أنهم يلومونه على خضوعهم في أفغانستان بشكل كارثي، واتهم بايدن بأنه المسؤول الوحيد عن تلك الكارثة.


واقع مغاير


ورغم أن الوثائق السرية التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية الحالية، لم تأتِ بشيء سري أو بشيء جديد، غير أنها وصفت واقع عملية الانسحاب وما تركته من آثار على أرض الواقع، إلا أنها أخفت أمورًا أخرى لم تكن خافية على أحد، وهي علاقة الولايات المتحدة بحركة طالبان، والتي امتدت لأكثر من 3 أعوام من التعامل المباشر بين الطرفين خلال جولات المفاوضات المباشرة مع قيادات الحركة، والتي انتهت بالاتفاق الذي جرى بين الطرفين في العاصمة القطرية الدوحة قبل الانسحاب، والذي لم يعر أي قيمة للحكومة الأفغانية السابقة برئاسة أشرف غني.


كما أن بنود الاتفاق بين الطرفين، كانت أكثر صراحة في رغبة الولايات المتحدة في تسليم «طالبان» مقاليد السلطة بعد الانسحاب مباشرة، وأن أعطت الحركة الضوء الأخضر بالاستيلاء على الحكم.


وحول هذه الخلافات بين إدارتي بايدين وترامب ومدى إمكانية تراجع واشنطن عن قرار الانسحاب يقول الباحث في الشؤون الدولية محمد عبادي في تصريحات خاصة لـ «المرجع»: إن التراجع أمر مستبعد فالولايات المتحدة تراجع حساباتها وبدأت تدخلاتها العسكرية في الخارج في الانحسار نظرًا لخسائرها الكبيرة، وبالتالي ليس من السهل الإقدام على هذه الخطوة في الوقت الحالي.


وأضاف العبادي أن الإدارة الأمريكية الحالية ترفض تمامًا إرسال جيل جديد من القوات الأمريكية  لخوض حرب جديدة في أفغانستان، مشيرًا إلى أنه ليس هناك خيار أمام إدارة بايدن سوى الإبقاء على الوضع الحالي.

 

"