هل يؤدي اغتيال «خاطري» إلى زيادة العنف الطائفي في باكستان؟
ترقد بذور التعصب الطائفي في مناطق متعددة بالأراضي الباكستانية، التي تنتشر فيها طوائف الشيعة ذات الولاء الإيراني، والتي تأسس بعضها في فترة مبكرة بعد الثورة الإيرانية عام 1979م، على يد تلاميذ آية الله الخميني، الذين عملوا على تصدير مبادئ تلك الثورة ذات البعد الطائفي إلى الخارج.
وعمل تلاميذ آية الله الخميني الزعيم الأول للثورة الاسلامية في إيران عام 1979، على تصدير مبادئ تلك الثورة ذات البعد الطائفي إلى الخارج، وعلى وجه الخصوص إلى دول شرق ووسط آسيا، ومن بين الدول التي عانت من هذا كانت باكستان، التي وصل فيها التعصب حد تشكيل ميليشيات مسلحة شيعية مثل "لواء زينبيون"، التي ارتكبت عددًا من العمليات الإرهابية الطائفية ضد رموز الطائفة السنية، كان آخرها قتل سليم خاطري القيادي بجماعة أهل السنة والجماعة، والتي كانت تسمى سابقًا جماعة "فرسان الصحابة"، ما ينذر باشتعال موجة من العنف الطائفي في بعض أنحاء باكستان.
تورط عبيدي
وأصدرت جماعة أهل السنة والجماعة في باكستان "فرسان الصحابة" سابقا، بيانًا يوم الخميس 6 أبريل 2023م، أعلنت فيه مقتل زعيمها ومستشارها القانوني في إقليم كراتشي سليم خاطري على يد مسلحين شيعة بالقرب من منزله، حيث أطلق أربعة مسلحين يستقلون دراجات نارية الرصاص عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وعلى الصعيد ذاته ذكر بيان للشرطة الباكستانية أن "خاطري" أصيب بست رصاصات أدت إلى مقتله في الحال، مشيرا إلى أن قوات الشرطة ألقت القبض على اثنين من المشتبه بهم في الجريمة، فيما يجري ملاحقة باقي المتهمين، الذين ينتمون إلى جماعة دينية هي لواء "زينبيون" الشيعية، بحسب بيان الشرطة.
وقال بيان الشرطة الباكستانية إن المتهمين الاثنين المعتقلين، تلقوا تدريبات عسكرية من دولة مجاورة، فيما تشير مصادر إلى أن من بين المتهمين "فيصل رضا عبيدي" العضو السابق بالبرلمان الباكستانى، عن حزب الشعب والذي كان ممثلًا عن إقليم السند في الفترة من مارس 2009 إلى يناير 2013، كما شغل منصب رئيس الحزب لشعبة كراتشي، ويشتهر بمهاراته الخطابية، وهو علاوة على ذلك رجل أعمال، يتولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات ذو الفقار، في كراتشي منذ عام 2008.
ردود فعل في كراتشي
أثار حادث اغتيال سليم خاطري القيادي بجماعة أهل السنة والجماعة، ردود فعل واسعة في إقليم كراتشي الحيوي فى باكستان، إذ اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي من جانب ناشطين سنة، يطالبون بالقبض على عضو البرلمان السابق فيصل رضا عبيدي وسط تحذيرات من اشتعال العنف الطائفي في المنطقة بسبب التراخي في التعامل مع جماعة "زينبيون" الشيعية، رغم إلقاء القبض على عدد من المتهمين في الحادث.
تنامي الفتنة
لواء "زينبيون" المتهم باغتيال سليم خاطري القيادي بجماعة أهل السنة والجماعة، ينشط في باكستان بصورة كبيرة، ويجد الحاضنة التوسعية للشيعية في باكستان وامتدادها في أفغانستان كجماعة "نفاذ فقه الجعفري"، أو "تحريك الجعفرية" المرتبطة بالثورة الإيرانية، التي أسسها المدعو عارف الحسيني في باكستان وامتدادها الأفغاني المتمثل في لواء "فاطميون" وعلاقتهما المريبة والمعلنة في كثير من الأحيان بالحرس الثوري الإيراني .
ونشط "زينبيون" "فاطميون" بصورة ملموسة في باكستان وأفغانستان وشاركا في القتال الدائر في الأراضي السورية بعد عام 2012، إلى جانب حزب الله اللبناني برعاية الحرس الثوري الإيراني، ما يزيد الأمر خطورة نظرًا لقدرة هذين اللواءين على الحصول على الدعم والمساندة من الخارج.
على الجانب الآخر، يعتبر سليم خاطري، أحد القيادات المعروفة في جماعة أهل السنة والجماعة في باكستان، والتي تحمل أيديولوجيا مناقضة تمامًا لتوجهات لواء "زينبيون" الشيعي، إذ وقعت بين الطرفين مواجهات سابقة في كراتشي، خاصة في العامين 2013، و2014م، وامتدت حتى الآن، خاصة بعد عودة عناصر زينبيون من الأراضي السورية، وبعد أن بات لهم نشاط ملحوظ في تنفيذ عمليات ثأر من القيادات السنية، فبعد اغتيال "سليم خاطري" وقعت عملية أخرى شبيهة ضد رموز من السنة في كراتشي أدت لمقتل شخص منهم على يد عناصر من لواء زينبيون.
نذر تصعيد خطير
يعد التصعيد الأخير باغتيال سليم خاطري القيادات المعروفة في جماعة أهل السنة والجماعة في باكستان، إنذارًا خطيرًا بتنامي أعمال العنف الطائفي في كراتشي، خاصة في ظل وجود الحاضنة الاقتصادية التي تمول عملياته، والتي كشف عنها وجود رجل الأعمال وعضو البرلمان السابق فيصل رضا عبيدي.
وعلى الجانب الآخر فالجماعة التي ينتمي لها خاطري وهي جماعة أهل السنة والجماعة أو "فرسان الصحابة" لها تاريخ طويل من الاعتداءات على الشيعة ومساجدهم في مناطق مختلفة من باكستان وليس في كراتشي وحدها، ما ينذر بأن تحرك عملية اغتيال خاطري حربًا طائفية واسعة بين أنصار الكيانين.





