بعد إحراجها جويًّا.. روسيا تسعى لحماية سمائها من مسيرات الغرب والصواريخ الأمريكية
الإثنين 10/أبريل/2023 - 02:24 م
محمود البتاكوشي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية حالة الاستنفار القصوى، للعمل على حماية جيشها وأمنها القومي من خطر الطائرات المسيرة التي تستهدف الداخل الروسي ولا سيما شبه جزيرة القرم، الأمر الذي يعد إهانة بالغة للدب الروسي الذي يعاني منذ بدء حربه على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، ولم يتمكن من حسمها حتى الآن بسبب الدعم الغربي والأمريكي غير المحدود، إذ أكد سيرجي شويغو، وزير الدفاع الروسي، نية بلاده استكمال تحديث نظام الدفاع الصاروخي حول موسكو في أقرب وقت ممكن لحمايتها من هجمات أوكرانية، لا سيما بالطائرات المسيرة.
تطور المشهد
الأيام القليلة الماضية شهدت إعلان وزارة الدفاع الروسية نجاحها في إسقاط صاروخ أمريكي فائق التطور من نوع "جي إل إس دي بي" أو القنبلة الذكية كما تصفه الولايات المتحدة الأمريكية، مما يؤكد سعي روسيا الجاد لتطوير منظومة دفاعها تحسبًا لهجمات غربية أو بأسلحة متطورة في الأيام المقبلة مع اقتراب ما يعرف بـ"معركة الربيع"، والرغبة الحثيثة لـ "موسكو" في حماية المنشآت الحكومية والصناعية والعسكرية ومجموعات القوات ضد وسائل الهجوم الجوي المختلفة، إذ رصدت لهذه المهمة نحو 13 مليار دولار، لتحديث قدرتها الإنتاجية لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.
حرج روسي
من جانبه، أكد الباحث المتخصص في الشأن الدولي، ضياء نوح، أن الهجمات بالمسيرات على الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، تعددت في الأشهر الأخيرة، بعد أكثر من عام على بدء النزاع في أوكرانيا، مشيرًا إلى تصريحات السلطات في شبه جزيرة القرم، الأخيرة حول نجاح البحرية الروسية في صد هجوم بطائرات مسيرة في ميناء سيفاستوبول، فضلًا عن محاولات قصف منشأة في منطقة بالعاصمة موسكو، الأمر الذي يؤكد حرج الموقف الروسي وضرورة العمل في تحديث المنظومات الدفاعية الروسية.
وأضاف نوح أنه بعد هجمات في شبه جزيرة القرم بالمسيرات وما شهدته الجبهة الجنوبية بسبب الطائرات دون طيار وما أحدثته من قلق للجانب الروسي، آخرها القرار الأوكراني بمهاجمة منشآت واقعة في مناطق روسية، بينها مقاطعة تولا، بات اعتماد موسكو كبيرًا على الأنظمة الدفاعية الجوية، ومنها منظومة بوله 21 التي أثبتت فاعليتها في سماء المواجهات، ويمكنها تعطيل مسيرة ستريج الأوكرانية بنجاح.
خطر المسيرات
وقال ضياء نوح إن موسكو تمتلك العديد من الأسلحة والقنابل الجوية كونها لا تزال أداة فعالة لتنفيذ ودعم مختلف المهام القتالية والوسائل الدفاعية التي يمكنها حماية سمائها من التحرشات العسكرية والاستهدافات بأسلحة الغرب الحديثة، لا سيما، الرادارات المتنوعة القادرة على العمل في نطاقات مختلفة من المجال الجوي، أبرزها رادار جاما دي أحد الرادارات الروسية الخارقة للسيطرة على الأجواء.
وأضاف الباحث في الشأن الدولي أن أذرع روسيا لحماية الأجواء ضد الهجمات الأوكرانية وخطر المسيرات ترتكز على عدد من المقومات والأسلحة المهمة في المرحلة المقبلة، وهي نشر وحدات جديدة تشمل قسم دفاع جوي، وفريقًا مجهزًا بأنظمة دفاع جوي متوسطة المدى من طراز إس – 350 حول موسكو، كما أخرت روسيا التسليمات المقررة إلى الهند صفقة صواريخ إس 400 ما يؤكد أولويات الكرملين في مجال الدفاع الجوي والصاروخي.
وأكد نوح أن إدخال محطة التحكم الفضائي رازفيازكا الخدمة مع لواء عمليات خاص للدفاع الجوي والصاروخي، ودخول منظومة بالانتين الأحدث للحرب الإلكترونية الخدمة الروسية بعد اجتيازها الاختبارات العسكرية فضلًا عن سعي موسكو الجاد لزيادة مدى الرادار جاما - دي ليكون قاردًا على اكتشاف الأهداف الجوية على مسافة 500 كيلومتر، وتشكيل فرقة دفاع جوي للتدريب تكون مجهزة بالجيل الجديد من أنظمة صواريخ S-350 جو-أرض المدمرة، كل ذلك يلخص إستراتيجية روسيا لحماية أمنها القومي من الطائرات المسيرة والصواريخ عالية الدقة.
الحرب الإلكترونية
وأضاف نوح أن الجيش الروسي قادر على حماية أجوائه وسمائه، لأنه يمتلك وسائل للحرب الإلكترونية بمقدورها التصدي لخطر المسيرات الإلكترونية والتأثير عليها وإسقاطها، لا سيما أن جيش روسيا تزود بمنظومات الحرب الإلكترونية منذ عام 2016، وليس حديث العهد في هذا المضمار، كما يقتني قنابل جوية تستطيع الوصول إلى عمق الأعداء وشل تحركاتهم قبل أي استهداف، إذ أنه قادر على إسكات الإشارات القادمة إلى المسيرات وتشويهها وتشكيل إحداثيات كاذبة، وغيرها من الأسلحة المتطورة، وأكبر دليل على ذلك نجاح قوات الدفاع الجوي الروسية، في اعتراض 18 صاروخًا من راجمات «هيمارس»، وقذيفة موجهة واحدة من نوع «جي إل إس دي بي»، في يوم واحد، فضلًا عن تدمير 12 مسيرة أوكرانية بمنطقة «زاباروجيا» ودونيتسك ومقاطعة خاركوف.





