هل تنجح زيارة «جروسي» في منع وقوع كارثة في «زابوريجيا»؟
وسط إجراءات أمنية مشددة أجرى رافاييل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زيارة لمحطة زابوريجيا النووية الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022.
ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية في عربة روسية مدرعة محاطًا بجنود مدججين بالسلاح، حيث تعد تلك المرة الثانية التي يزور فيها المسؤول الأممي الداخل الأوكراني.
تحذيرات دولية
تأتي الزيارة بسبب قلق المجتمع الدولي على سلامة المحطة النووية الأوكرانية، ولاسيما بعد تحذيرات جروسي المتكررة من وضع المحطة الهش، إذ تضرر مطلع شهر مارس 2023، آخر خط كهربائي للحالات الطارئة، ولم يتم إصلاحه حتى الآن، وهذا الخط يشكل وسيلة أخيرة تسمح بضمان السلامة والأمن النوويين في زابوريجيا لا سيما عبر تبريد مفاعلاتها.
وحذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تصاعد النشاط العسكري بالقرب من محطة زابوريجيا النووية، مطالبًا كييف وموسكو بضرورة الاتفاق على مبادئ تفضي إلى ضمان سلامتها، مؤكدًا أنه يعمل على خطة أمنية لحل وسط يضمن سلامة المحطة النووية، حتى يتجنب العالم كارثة، وذلك عبر التزام الطرفين بعدم الهجوم على المحطة.
ورقة ضغط
خبراء اعتبروا زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للمحطة النووية الأوكرانية "ورقة ضغط" على موسكو، من شأنها تخفيف حدة القصف في محيط أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والعمل على تقليص فرص وقوع كارثة نووية وبيئية وإشعاعية محتملة في أي وقت، تفوق تأثيراتها ما نجم عن تسريبات كارثة مفاعل تشيرنوبل (26 أبريل 1986).
يرى الباحث في الشؤون الروسية والأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم أنه يمكن النظر إلى هذه الخطوة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية نتيجة إدراكها إمكانية حدوث كارثة نووية في أي لحظة في زابوريجيا؛ بسبب استمرار الأعمال العسكرية في محيط المحطة باعتبارها المحطة النووية الأكبر في قارة أوروبا.
وقال الحاج، من ناحية أخرى هي محاولة من الوكالة للحصول على أي تنازل من الطرفين الروسي والأوكراني لتحويل منطقة الخطر إلى منطقة آمنة وهذا بالتأكيد يصب في مصلحة جميع الأطراف، إلا أنه في ظل استمرار كل الأطراف على مواقفها السابقة من المبكر توقع حصول أي نتيجة لزيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا، وتبقى الزيارة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الوكالة.
وضع محفوف بالمخاطر
واختتم الباحث في الشؤون الروسية والأوروبية تصريحه بالقول: إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، سبق له زيارة محطة زابوريجيا، في سبتمبر 2022، عندما تزايدت المخاوف بشأن احتمال وقوع حادث نووي، لكن لم تكلل جهوده وقتها بالنجاح إذ أن الوضع لا يزال محفوفًا بالمخاطر في المنشأة مع تبادل القصف، على الرغم من وجود خبراء تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في المحطة من العام الماضي.
يذكر أن الأمم المتحدة طالبت في 9 مارس الجاري، بضرورة إنشاء منطقة منزوعة السلاح بمحيط محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، خاصة أنها واحدة من أكبر 10 محطات طاقة في العالم وما يحدث في محيطها خطر داهم يهدد أمان العالم أجمع.
كما يشار إلى أن موسكو وكييف يتبادلان الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا، ما زاد المخاوف من وقوع كارثة، حيث أكد جنود روس متمركزون بمحيط المحطة خلال زيارة جروسي إنهم يستعدون لهجوم محتمل من كييف، وأن مهمتهم الرئيسية هي "منع الاستيلاء المسلح" على الموقع من قبل الأوكرانيين.





