ad a b
ad ad ad

اختلال عجلة القيادة.. باكستان تسعى لكبح جماح الإرهاب والخلافات السياسية داخليًّا وخارجيًّا

الجمعة 14/أبريل/2023 - 08:11 م
المرجع
مصطفى محمد
طباعة
خلال أول عام من تولي حركة طالبان الأفغانية مقاليد الحكم في أفغانستان، شهدت الجارة الباكستانية ارتفاعًا في معدل العمليات الإرهابية بنسبة بلغت ٥١٪؛ في وقت لا تزال تتمسك الحركة الحاكمة لأفغانستان برفضها الاعتراف بخط حدودي فاصل مع باكستان يُسمى بـ«خطّ دورند» أحد الخطوط الحدودية المفضلة لدى إسلام آباد.

ازدياد معدل الإرهاب

شهدت باكستان ارتفاع عدد الاعتداءات الإرهابية بنسبة 51%، خلال العام الأوّل من تولّي «طالبان» سدّة الحكم، ففي أحدث تطوُّر، اندلعت اشتباكات حدودية بين القوّات الباكستانية وعناصر من حركة طالبان باكستان، منتصف مارس 2023، على مخبأ لعناصر الحركة الباكستانية جنوب مدينة وزيرستان.

وكثفت الحركة الباكستانية منذ يناير الماضي من عملياتها الإرهابية، إذ كان أبرزها الهجوم الإرهابي الذي شنّه عناصر طالبان باكستان على مسجد في مدينة بيشاور، بجانب تبنيهم هجومًا آخر في منطقة أسفر عن خوزدار ببلوشستان.

خلال دراسة للمعهد الباكستاني لدراسات السلام، أكد أنه خلال العام الأول من تولي طالبان حكم أفغانستان واستيلاءها على السلطة، زادت العمليات الإرهابية وارتفعت معدلاتها، حيث سقط في الفترة ما بين 15 أغسطس 2021 و14 أغسطس 2022، وحتى في داخل أفغانستان نفسها، أكثر من ألفَي قتيل في ظلّ حالة من انعدام الاستقرار الأمني هناك.

خط  دورند الحدودي

ومنذ استيلائها على حكم أفغانستان لم تتعاون الحركة مع إسلام آباد في ملفّات عدّة، أبرزها ملفّ ترسيم الحدود، إضافة إلى ضبْط نشاط المسلّحين المتطرّفين على أراضيها، وفي طليعتهم عناصر تنظيمَي «داعش - فرع خراسان»، و«طالبان باكستان».

وعلى الرغم من تمسك حركة طالبان الأفغانية برفضها الاعتراف بالخط الحدودي، الذي تفضله إسلام آباد والتعاون معها لوقف الإرهاب هناك، حيث تتخوف الحركة الأفغانية من حدوث انشقاقات داخلها في ظل الحديث بكثرة خلال الآونة الأخيرة عن بروز أجنحة داخل «طالبان» الأفغانية أقلّ خضوعاً لتأثير المؤسّستَين العسكرية والسياسية في باكستان.

وبدلًا من الاستجابة لمطالب الجارة الباكستانية، اكتفت طالبان بأداء دور الوساطة بين إسلام آباد والحركة الباكستانية الذي أسفر عن اتّفاق لوقف إطلاق النار في يونيو  2022، ولكن سرعان ما سقط بعد نحو خمسة أشهر بإعلان الحركة الباكستانية عزمها استئناف الهجمات في عموم باكستان، واتهام إسلام آباد باغتيال أحد قادته الكبار، المدعو عمر الخراساني، بانفجار شرقيّ أفغانستان.

بينما يؤكد حذيفة أحمد، الباحث في الشأن الباكستاني، تصريحات لـ"المرجع" ازدياد عدد الجماعات الإرهابية في أفغانستان تحديدًا في شمال أفغانستان في ولاية بدخشان كندوز وتخار وغيره من الولايات الجماعات موجودة هناك داعش القاعدة جنود الطيبة وحركة تركستان الشرقية الإسلامية حركة أوزبكستان الإسلامية وتحريك طالبان باكستان.

ولفت إلى أن الحركة الباكستانية الإرهابية تسعى لضم المزيد من العناصر في صفوفها، الأمر الذي يزيد صعوبة على الجيش الباكستاني في ظل تمسك طالبان بعدم الاعتراف بخط دورند الحدودي لكبح جماح الإرهاب.

وعن زيادة  العمليات الإرهابية أوضح الباحث في الشأن الباكستاني؛ أن هناك مخاوف في الداخل الباكستاني، أبرزها الميزانية، والوضع التالي والسياسي أيضًا، ووضع مكافحة الإرهاب وحركة تحريك باكستان.
"