تعمل جماعة الإخوان الإرهابية، عبر كتائبها وميليشياتها على دعم أذرعها في السودان؛ للإطاحة بحكومة عبد الله حمدوك المدنية، التي تسعى جاهدةً لتحقيق أهداف الثورة السودانية، التي جاءت بعد فترة طويلة من حُكم الرئيس المعزول عمر البشير .
وتعرض رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، لمحاولة اغتيال في الخرطوم، الإثنين 9 مارس 2020؛ حيث تم تفجير أحد عربات «بعبوة ناسفة» موكب حمدوك المكون من سيارتين، في منطقة «كبري كوبري»، شمال شرقي العاصمة السودانية الخرطوم، ولم يتعرض أحد لإصابات من جراء الحادث الإرهابي.
أصابع الاتهام:
وعلى الرغم من عدم إعلان الحكومة السودانية
أسماء المشتبه بتنفيذهم الحادث، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى جماعة الإخوان بالسودان
وحلفائها، باعتبارها المستفيد الأكبر من ذلك، بعد الضربات القوية التي وجهها «حمدوك»
إلى هذا التنظيم الإرهابي، ولعل أبرزها، في فبراير 2020، اكتشاف خلية إرهابية
إخوانية خططت لهجمات إرهابية في البلاد، وتم ضبط عبوات وأحزمة ناسفة، ومواد
كيميائية، وأجهزة إلكترونية، وخرائط لبعض المدن السودانية.
وبينما تحاول جماعة الإخوان السودانية تعزيز وجودها في البلاد عبر تأجيج التوترات الداخلية، إلى أن باتت كل محاولاتها بالفشل، وظهر ذلك متجليًّا في مسيرات «الزحف الأخضر»، التي سعت لضرب الاستقرار، ووقف عجلة الانتقال السلمي، والتي دعت إليها الجماعة الإرهابية في فبراير 2020.
يذكر، أن مسيرات الزحف الأخضر، بدأ لأول مرة في الخرطوم في ديسمبر 2019، في عدد من المحافظات السودانية، مخلفًا أحداث عنف وتوترات أمنية، كادت أن تنزلق معها تلك المناطق في مستنقع الفوضى، كما روَّج أنصار الجماعة في الشهر ذاته، العديد من الشائعات التي تتلاعب بالعاطفة الدينية كالعادة، وأشاعوا بين الإسلاميين، أن الحكومة في طريقتها لوقف الفضائيات الدينية، وستتبنى سيناريو جديدًا يحجم من أدوار دعاة الإسلاميين، ولن يسمح لهم بالصعود على المنبر؛ للحد من تأثيرهم على المواطنين.
أشهرت الحكومة الانتقالية في السودان، برئاسة عبدالله حمدوك، سيفها؛ لتفكيك دولة الإخوان التي ظلت متحكمة في كل مفاصل الدولة، ومتغلغلة في جميع المؤسسات العامة، عبر الكوادر الموالين لها، دون النظر إلى كفاءاتهم لشغل المناصب بالدولة، وفي أكتوبر 2019، أعفى حمدوك 67 من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي من مناصبهم، كمدراء ورؤساء مجالس إدارات بالجامعات التعليمية الحكومية.
وفي نوفمبر 2019، أصدر عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، قرارًا رسميًّا بإغلاق 24 كيانًا تابعًا للإخوان، والحجز على ممتلكاتها وتجميد أرصدتها العينية، والحجز على حساباتها البنكية داخليًّا وخارجيًّا.
الاغتيالات عند الإخوان:
يشهد تاريخ تنظيم الإخوان
الإرهابية سجلًا طويلًا من الاغتيالات ضد معارضيهم السياسيين؛ حيث اعتمد التنظيم
الإرهابي الذي أسسه حسن البنا في عام 1928 على فكرة الاغتيالات، والتي من
شأنها الإضرار بأمن واستقرار البلاد.
وتظل الاغتيالات وسفك
الدماء منهجًا راسخًا في أدبيات شيوخ الإخوان، حتى يصلوا إلى مبتغاهم ويحققوا هدفهم،
وليس أدل على هذا النهج إلا ما قاله سيد قطب في مذكراته: «الاغتيالات وسيلة
لحماية الحركة من الاعتداء عليها، وهذه الحماية تتحقق من خلال وجود أشخاص مدربين
تدريبًا فدائيًّا، ويكون تدخلها وجوبيًا عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة؛ من
أجل ردّ الظلم والاعتداء».
كما أكد محمود الصباغ، أحد
أعضاء التنظيم السري التابع لجماعة الإخوان، في كتابه «حقيقة التنظيم
الخاص»، الذي أشار في كتبه إلى أن «الإسلام سنّ أسلوب الاغتيالات في مواجهة
الخصوم».
وقال محمود عساف، القيادي
الإخواني في كتابه «مع الإمام الشهيد»، «قيادات الإخوان كانت تمدح
في الخفاء، وهم من يقومون بالاغتيال أو قتل المسؤولين، ما يدل على عمق رضاهم عن سفك
الدماء وتبرير الغاية».