هل تغير روسيا وجهة مدافعها؟.. الدعم الأمريكي يستفز الدب الروسي و«بوتين» يرد من قلب المعركة
الخميس 06/أبريل/2023 - 05:05 م
محمود محمدي
خطوة مثيرة للقلق ومن شأنها أن تزيد من توتر الموقف بين روسيا وأوكرانيا، تلك التي تتمثل فيما أقدمت على اتخاذه محكمة لاهاي؛ حيث أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحقّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المحكمة وجّهت تهم تتعلق بجرائم حرب قائلة: إن المسؤول عن تنفيذها هو الرئيس الروسي بصفته، وكذلك المفوضة الروسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا.
وفي الوقت الذي تم ترحيل فيه أكثر من 16000 طفل أوكراني إلى موسكو ووضعهم في مؤسسات وأسر حاضنة، أعلنت روسيا أنها تراعي حقوق الأطفال، مشددة على أن التهم الموجهة إليها لا أساس لها من الصحة.
موسكو تهدد لاهاي
على صعيد متصل، وجّه الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، تهديدات إلى المسؤولين في المحكمة الدولية، متوعدًا برد روسي قوي يتمثل في استهداف لاهاي بصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، وذلك كردٍ انتقامي على مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة بحق بوتين.
بدورها، فتحت موسكو تحقيقًا جنائيًّا بحق «كريم خان» المدعي العام للمحكمة الدوليّة، وعدد من القضاة؛ بشأن القرار المُتخذ في حق بوتين، معتبرة أن القرار غير قانوني بالمرّة.
إلى ذلك، أعلنت المحكمة الجنائية رفضها التام لتلك التهديدات الروسيّة، وقالت الهيئة التشريعية للمحكمة إنها تأسف لمحاولات إعاقة الجهود الدولية الهادفة لضمان المحاسبة على الأفعال التي يحظرها القانون الدولي.
القبض على بوتين
قرارات المحكمة الدولية أثارت القلق بشكل كبير في روسيا، حيث خرج ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وتحدث لوسائل الإعلام الروسية، مؤكدًا أن القبض على رئيس روسيا الاتحادية في الخارج تماشيًا مع قرار المحكمة سيصبح سببًا للحرب.
وأوضح أن القبض على رئيس دولة لديها قدرات نووية هو ضرب من الخيال، وإذا حدث وتم القبض على بوتين في ألمانيا مثلًا سيكون هذا بمثابة إعلان حرب صريح على روسيا، وحينها سيحدث ما لا يحمد عقباه؛ حيث ستتوجه كافة قواتنا إلى مكتب المستشار الألماني وكافة المباني الاستراتيجية في ألمانيا.
بوتين في أرض المعركة
في رد مفاجئ على تلك القرارات الصادرة من المحكمة الدولية، زار الرئيس الروسي فلاديميير بوتين شبه جزيرة القرم، وبعدها ظهر الدب الروسي في مدينة ماريوبول بمقاطعة دونيتسيك، وهي إحدى المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو خلال المواجهات مع الجانب الأوكراني.
إلى ذلك، قالت الأكاديمية سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز «رياليست» للدراسات، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقلل من شأن المساعدات العسكرية القادمة من حلف شمال الأطلنطي "ناتو" بقيادة أمريكا والدول الأوروبية إلى أوكرانيا.
وأشارت في تصريحات لـ"المرجع" إلى أن بوتين لن يتنازل عن الأراضي التي ضمّها بالفعل خلال المواجهات مع الجانب الأوكراني، وزيارته لجبهات القتال تعدّ بمثابة رسالة واضحة بأن موسكو مستعدة لما يُعرف بهجوم الربيع.
ولفتت نائب رئيس تحرير مركز «رياليست» للدراسات، إلى أن زيارة بوتين لجزيرة القرم ومن بعدها مقاطعة دونيتسيك، هي بمثابة رد عملي على الولايات المتحدة الأمريكية التي تجوّل رئيسها جو بايدن في شوارع كييف، موضحة أن زيارة بايدة هي تأكيد واضح وصريح على استمرار الدعم الأمريكي لكييف، وهو ما تعتبره موسكو بمثابة حرب غير مباشرة من أمريكا.





