ad a b
ad ad ad

إنكار منهجي لحقوق المرأة.. طالبان تقصر تعليم الفتيات على المرحلة الابتدائية

الثلاثاء 04/أبريل/2023 - 12:34 م
المرجع
مصطفى محمد
طباعة

تواصل حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان عمليات القمع الممنهج تجاه النساء، بمنعهن من ممارسة أبسط حقوقهن في تلقي التعليم حتى الحصول على الشهادة الجامعية، إذ سنّت الحركة قرارًا يقضي بتعليم الفتيات في المرحلة الابتدائية فقط، ومنعهن من استكمال تعليمهن.


وقوبل قرار الحركة الأفغانية، بإغلاق المدارس والجامعات أمام الفتيات بردود فعل دولية قوية، إذ أعربت منظمات ودول عن أسفها لقرار «طالبان» مطالبة إياها مرارًا وتكرارًا بإعادة النظر فيه.


وعود زائفة


بعد سيطرة طالبان على أفغانستان في منتصف أغسطس 2021، فرضت الحركة قيودًا شديدة على حريات وحقوق المرأة، مثل الحق في الدراسة في المدارس الثانوية والجامعات وتوظيفها، حيث قال مولوي عبد الكبير النائب السياسي لرئيس وزراء حركة طالبان، في لقاء مع ماركس بوتزيل نائب بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما)، إن الحركة الأفغانية لا تعارض تعليم الفتيات، فطالبان ليست ضد تعليم الفتيات.


وإلى الآن لم تُعلن طالبان بعد متى ستسمح للفتيات بالذهاب إلى المدارس والجامعات مرة أخرى، على الرغم من تصريح قادة الحركة مرارًا وتكرارًا إن قرارهم الإغلاق ليس دائمًا ولكنه مؤقتا وهناك آمال في إعادة فتحها، ولكن مع مرور الأشهر؛ لم يطرأ أي تغيير على قرار طالبان.


وفي ديسمبر الماضي، منعت طالبان النساء من العمل في مراكز المساعدات الإنسانية، ما أجبر العديد من مراكز الإغاثة على تعليق جزء من عملياتها في ذروة الأزمة الإنسانية خلال أشهر الشتاء الباردة.


إنكار منهجي لحقوق الإنسان


وقام المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بشؤون حقوق الإنسان في أفغانستان بتقييم سياسة حكومة طالبان كمثال على الإنكار المنهجي لحقوق الإنسان، والفصل العنصري بين الجنسين، ومحاولات محو النساء والفتيات من الساحة الاجتماعية، حيث أكد في تقرير الأمم المتحدة، الذي قدم منتصف الشهر الجاري، أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أن استبداد حكومة طالبان والقيود الواسعة التي تفرضها على النساء والفتيات في أفغانستان أمثلة على الإنكار الممنهج لحقوق الإنسان ، والذي يمكن اعتباره جريمة ضد الإنسانية.


في الجهة المقابلة، أكد أحمد سيد أبو سليمة، الباحث في الشأن الأفغاني، أن الاتفاقيات التي أبرمتها حكومة طالبان وتحديدًا وزارة التعليم مع الدول الأخرى في مجال التعليم اتفاقيات ليس لها أي داعٍ على الإطلاق بعد توقيع تعاون وزارة التربية والتعليم الأفغانية مع صندوق قطر للتنمية والتعليم فوق الجميع، لدعم 30 ألف طفل وطفلة خارج المدرسة، بهدف استكمال تعليمهم الابتدائي ودعم وصول التعليم بشكل عادل للجميع.


وعن تعليق التعليم الجامعي العام والخاص، أوضح الباحث في الشأن الأفغاني، في تصرحات لـ«المرجع»، أن الحركة الأفغانية، وجهت رسالة إلى الجامعات العامة والخاصة بضرورة تعليق تعليم الفتيات، حيث قيل في تلك الرسالة إن قرار تعليق تعليم المرأة اتُخذ بناءً على قرار حكومة طالبان، منوهًا إلى أن رد وزير التعليم العالي في الحركة ندى محمد نديم عن مسألة عودة الفتيات إلى الجامعات منافٍ تمامًا لما ذكره خلال حفلة تخرج عدد من القضاة والمفتين بأن قرار إغلاق الجامعات هو قرار ليست مسألة دائمة.


وأشار الباحث في الشأن الأفغاني، إلى أن مواطني البلاد يعتبرون ادعاء طالبان بأنها ليست ضد تعليم الفتيات في أفغانستان زائفًا، ويطالبون المجتمع الدولي بالضغط على هذه المجموعة للسماح للمرأة الأفغانية بالذهاب إلى المدرسة والعمل مرة أخرى.

"