المرأة الإيرانية في قبضة الملالي.. انتهاكات بالجملة وفظائع تُرتكب

في الثامن من مارس الجاري، احتفلت دول العالم باليوم العالمي للمرأة، تقديرًا للجهود والأدوار المتعددة التي قامت وتقوم بها، وللمطالبة بتعزيز حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية؛ ولكن إيران بقيادة مرشدها الأعلى «علي خامنئي» كان لها رأي آخر، بزيادة عمليات قمع المرأة وإسكات صوتها.
ضوء أخضر للعنف
وأطلق مراقبون على العام المنصرم 2022 "عام انتهاكات المرأة وحريتها" في إيران، نتيجة القمع الذي واجهته على يد أجهزة نظام الملالي الأمنية سواء قوات الباسيج أو الحرس الثوري الإيراني أو الشرطة، بـ"ضوء أخضر" من النظام الحاكم.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة له، انتقادات إلى نظام الملالي في ايران جراء ما وصفها بالمعاملة الوحشية للنساء، قائلًا: "نراها في إيران، حيث يقوم النظام بقمع وحشي لأصوات النساء اللاتي يدافعن بشجاعة عن حريتهن".
قضية مهسا أميني
كشف سبتمبر عام 2022، للعالم أجمع، كيف يقوم النظام الإيراني بقمع المرأة، إذ قتلت شابة عشرينية كردية تدعى "مهسا أميني" على يد شرطة الأخلاق الإيرانية تحت مزاعم عدم التزامها بقواعد لباس الحجاب الإسلامي، الأمر الذي نجم عنه احتجاجات عدة، ليس بالداخل الإيراني فقط بل بالخارج أيضًا.
ولعب معارضو النظام الإيراني في الخارج دورًا مهمًّا في إيصال أصواتهم إلى دول العالم حول ما يحدث بحق المرأة التي قادت هي الأخرى احتجاجات بجميع أرجاء الجمهورية الإسلامية، مطالبة بسقوط نظام المرشد، واستمرت الاحتجاجات لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر حتى قمعتها سلطات الملالي التي كانت تزعم أن "أعداء البلاد" وراء تفاقم تلك الاحتجاجات داخل البلاد لإسقاط النظام.
حوداث تسمم الطالبات
وبعدما اعتقد النظام الإيراني أنه أخمد الاحتجاجات، جاءت حوادث تسمم الطالبات لتضرب من جديد، وحاول النظام منذ ظهور أولى وقائع التسمم لـ17 طالبة بمعهد لتعليم الفتيات في مدينة قم في 30 نوفمبر الماضي، نفي الأمر وادعى أنه ما يتم الإعلان عنه مجرد شائعات يشنها أعداء البلاد للنيل من النظام بعدم إخماد الاحتجاجات، ولكن تزايدت الحالات حتى أصيبت أكثر من خمسة آلاف طالبة في 230 مدرسة داخل 25 محافظة من أصل 31، وعادت الاحتجاجات مجددًا بجميع أرجاء الجمهورية الإيرانية.
قمع مستمر
يوضح الدكتور مسعود إبراهيم حسن، الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن المرأة ساهمت بشكل كبير في نجاح الثورة الإسلامية عام 1979، ليأتي على رأس النظام المرشد السابق «آية الله الخميني» ثم من بعده «علي خامنئي» الذي رد الجميل لها بمزيد من القمع وتقييد الحريات.
ولفت «حسن» في تصريح خاص لـ «المرجع» إلى أن النظام الإيراني كان يراهن على أن لديه القدرة والسلطة على قمع الاحتجاجات، وهو ما وقع بالفعل حين أخمد احتجاجات مهسا أميني، وبدلًا من أن يكون النظام هو درع الحماية للفتيات اللائي تعرضن للتسمم، فإن هناك تقارير تُثبت ضلوعه في حوادث التسمم، وهذا ليس من المستغرب فسجون نظام الملالي مليئة بالفتيات من مختلف الأعمار والفئات.
وختم الباحث المختص في الشأن الإيراني، بأن هذا النظام لا يراعي أي حقوق للمرأة أو غيرها من معارضيه، فالقمع وتقييد الحريات مستمران، وراهن النظام حاليًّا على المرأة كونها المفتاح الرئيس لاستمرارية الاحتجاجات ضد هذا النظام وديكتاتوريته.