أبرزها الأمن والاقتصاد.. تحديات صعبة تواجه الرئيس النيجيري الجديد

أسدل الستار على الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، بفوز تينوبو بولا أحمد بالرئاسة، بعد منافسة شرسة مع منافسَيه الرئيسيَّين عتيق أبو بكر، مرشّح حزب الشعب الديمقراطي، وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمّال، ويتوج بالسلطة.
تحديات صعبة
وأمام الرئيس النيجيري الجديد تحديات صعبة خلال ولايته الأولى، التي تنتهي في عام 2026، وعلى رأس تلك التحديات، استعادة الأمن في المناطق الشمالية والوسطى التي ينتشر فيها الإرهاب، وفي منطقة دلتا نهر النيجر الموجود ناحية جنوب البلاد، والمشهورة بسرقة النفط، ونشاط بعض الجماعات المسلحة المحلية.
التحدي الثاني الذي سيواجهه الرئيس النيجيري "تينوبو بولا أحمد"، هو انتشال الشعب من أوحال الفقر والجهل، وتنشيط الاستثمار في قطاعي النفط والغاز، اللذين تتميز بهما البلاد.
تحديات أمنية
تؤكد نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي، أن الرئيس النيجيري المنتخب يواجه تحديًا كبيرًا على المستوى الأمني والذي أخفق فيه سابقه محمد بخاري، وهو التصدي لجماعة "بوكو حرام" الإرهابية، فرغم محاولات بخاري وحكومته تحجيم الجماعة إلا أنه أخفق في هذا، ما اشعل القلق والغضب في صدور النيجيريين، بعد وعود عدة بالقضاء على الإرهاب.
وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن حدة العنف الذي لاقته الانتخابات النيجيرية، وأدَّت إلى إغلاق لجان انتخابية بأكملها في بعض المناطق، يعظم تلك التحديدات أمام الرئيس، مشيرة إلى أن الأمن في البلاد الآن على صفيح ساخن، وما ينتظر "تينويو" ليس سهلًا وهو يدرك ذلك، واتضح هذا في خطابه الأول بعد إعلان فوزه بالانتخابات.
معضلة الاقتصاد المتداعي
أوضحت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي، أن ملف الاقتصاد لا يقل أهمية ولا صعوبة عن الملف الأمني بالنسبة للرئيس النيجيري الجديد، من حيث ارتفاع نسب البطالة ومعاناة البلاد من ديون تقدر بنحو 103 مليارات دولار، ولذ ينتظر النيجيريون مَن يحرك أزمته الاقتصادية هذه، ومن الواضح أن الرئيس الجديد ينتهج نهج سابقه في التعامل مع الأزمات الاقتصادية، لاسيما أنهم أبناء الحزب ذاته، ولديهم نفس التوجهات، وهذا أيضًا ما أوضحه بخطابه، حين قال إنه يريد أن يصنع نيجيريا جديدة تنافس دول المغرب العربي.
مواجهة بوكو حرام
يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلاموية، إن نيجيريا قطعت شوطًا مهمًّا في مواجهة جماعة "بوكو حرام"، التي تعاني حاليًّا من اقتتال داخلي، ومن صراع بينها وبين تنظيم "داعش" فرع غرب إفريقيا.
وأكد النجار، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن هناك انقسامًا وانشقاقات واسعة وخروج بأعداد كبيرة من "بوكو حرام"، وهو ما تجيد الحكومة والجهات الأمنية استغلاله جيدًا، سواء باحتواء المنشقين أو تكثيف العمليات العسكرية لإيقاع هزيمة ساحقة بالجماعة التي كانت إلى وقت قريب من أخطر الجماعات الإرهابية وأكثرها توحشًا وعنفًا في إفريقيا.
وختم الباحث في شؤون الجماعات الإسلاموية، بأن التحدي الاقتصادي يظل ماثلًا، فالمطلوب من الرئيس النيجيري الجديد وحكومته تحسين الأوضاع المعيشية، وإصلاح ما أفسده الإرهاب، خاصًة ما سببته الجماعة للمزارعين والحرفيين، فضلًا عن ضرورة القضاء على الفقر والبطالة.