الصومال.. سطور نهاية «الشباب» تكتب في جوبالاند

يسعى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، لانتشال بلاده من بئر الإرهاب العميق، الذي أزهق حياة مدنيين وعسكريين على حد سواء، حيث قام بزيارة ولاية جوبالاند، في خطوة تهدف إلى محاربة الإرهاب المتأصل في جنوب البلاد.
ووفقًا لبيان الرئاسة الصومالية فإن الزيارة التى تمت الخميس الثاني من مارس الجاري، تهدف إلى تسريع المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية، وإطلاق خطة تحرير خمس محافظات تشملها الحملة وهي: جوبا السفلى، جوبا الوسطى، باي، بكول وشبيلى السفلى، إذ اجتمع الرئيس شيخ محمود، مع إدارة إقليم جوبالاند، وطالبهم المضي قدمًا في مساعي محاربة الإرهاب.
تضافر القوى للقضاء على العناصر الإرهابية
وأفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، بأن سلطات جوبالاند تنفذ هجمات عسكرية في المناطق الريفية ضد العناصر الباقية من حركة الشباب، بهدف رفع معاناة المدنيين، وفتح الممرات الآمنة.
وطالب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بتضافر القوى؛ للقضاء على العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن ما سماه «الوجه الثاني للعمليات العسكرية سينطلق في ولاية جوبالاند».
وتتكون ولاية إقليم جوبالاند من ثلاث محافظات رئيسية هي: جوبا السفلى، جوبا الوسطى وغدو، وإقليم جوبا الوسطى، وتقع تحت سيطرة كاملة لحركة الشباب التي تسيطر على ما يقرب من 75% من مساحة الولاية بالكامل.
خطوة جوهرية في الحرب على الإرهاب
يقول أبو الفضل الإسناوي، مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن العملية العسكرية في جوبالاند تواجه صعوبات كبيرة، نظرًا للخلافات السياسية الداخلية، والتضاريس الصعبة لمناطقها.
وأكد الإسناوي، أن عدم وجود قوة شعبية كبيرة تساند الجيش على أرض الواقع بسبب طول الفترة التي كانت تسيطر فيها حركة الشباب، أدى إلى تأثر السكان فكريًّا بالحركة، مضيفًا أن المنطقة حساسة للغاية ومهمة بالنسبة للحركة التابعة للقاعدة.
وأشار إلى أنه في حال تحرير ولاية جوبالاند بشكل كامل من حركة الشباب، فستكون خطوة جوهرية في الحرب على الإرهاب بالصومال.
رسائل شيخ محمود
من جهته يقول ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الأفريقي، إن زيارة شيخ محمود إلى جوبالاند تحمل عدة رسائل، أهمها ما أعلنت عنه مؤسسة الرئاسة الصومالية وهو اولًا إتمام المصالحة المحلية وثانيًا استكمال الحرب المعلنة علي حركة الشباب لاجتثاث جذورها خاصة وإنها تسيطر على منطقة جوبا.
وأكد ناصر في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن مؤسسة الرئاسة الصومالية وضعت خطتها لتنفيذ الوعد الذي قطعه الرئيس شيخ محمود علي نفسه بالقضاء علي نشاط الحركة في غضون عامين من توليه زمام الأمور.
وأضاف أن الزيارة هدفت إلى تذليل العقبات التي تواجه الحملة من حيث الخلافات الداخلية وصعوبة تضاريس الإقليم وعدم وجود زخم شعبي مساند للحملة لطول أمد سيطرة الحركة علي المنطقة.
وتابع الباحث في الشأن الأفريقي، قائلًا: إن الزيارات الميدانية التي يقوم بها الرئيس الصومالي إلى المناطق الملتهبة كفيلة بإعطاء دفعات قوية لحملته وقواته وتسليط الضوء على ما يتم ونشر الشعور بالسيطرة واقتراب تحقيق الانتصار علي الحركة الإرهابية.