تعاون «طالبان» وإسلام آباد.. هل يحجم الإرهاب في أفغانستان وباكستان؟
وسط تزايد العمليات الإرهابية النوعية من قبل حركة «طالبان باكستان» وتنظيم «داعش خراسان» على كلٍ من باكستان وأفغانستان على التوالي، جاءت الزيارة التي قام بها وفد الأولي إلى العاصمة الأفغانية كابل، لتحدد ملامح التعاون بين البلدين في انتشار الإرهاب وتحجيم العمليات في كلا البلدين.
إحباط مخطط إرهابي
وأعلنت السلطات الباكستانية، إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف موقعًا حساسًا، واعتقلت عنصرين في مدينة كراتشي جنوب البلاد. وأكدت الشرطة الباكستانية، أن العملية جاءت في ظل ورود معلومات استخباراتية ورصد لتحركات عناصر إرهابية.
وأفادت الشرطة، أنها صادرت أسلحة ومتفجرات وذخيرة بحوزة الإرهابيين الاثنين، موضحة أنهما كانا يخططان لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة تستهدف مواقع حساسة في مدينة كراتشي.
وكانت «طالبان باكستان» أعلنت في نوفمبر 2022، إلغاء اتفاق وقف إطلاق للنار، تم التوصل إليه مع الحكومة الباكستانية في يونيو من العام نفسه، مهددة بشن هجمات في جميع أنحاء البلاد.
وكان وفد باكستاني، برئاسة وزير الدفاع خواجة آصف، أجرى في فبراير الماضي، مباحثات مفصلة مع حكومة طالبان، حول خطر حركة «طالبان باكستان»، وتنظيم «داعش»، طالبًا منها التعاون من أجل القضاء عليهما.
وقالت الخارجية الباكستانية، في بيان لها، إن الوفد الذي زار كابل تحدث بالتفصيل مع مسؤولين في «طالبان» حول خطر «داعش» و«طالبان الباكستانية»، واتفق الطرفان على التعاون من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب.
ومن الجانب الأفغاني، قال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، في بيان له، إنه تم التباحث، خلال المحادثات مع الوفد الباكستاني، حول سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين، وحل مشكلات السفر على طول الخط، علاوةً على مناقشة مشكلات اللاجئين، مؤكدًا أن الجانبين اتفقا على ألا تتأثر العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما بسبب الوضع السياسي.
زيارة مثمرة
يؤكد حذيفة فريد، المحلل الإستراتيجي والباحث في الشأن الباكستاني، أن الزيارة التي قام بها الوفد الباكستاني إلى كابل نهاية فبراير الماضي، أثمرت بشكل كبير، في العلاقات بين الجانبين، إذ أكدت ضرورة عودة العلاقات لطبيعتها لوقف النزيف الدامى، لا سيما وأن الاعتداءات عادت مجددًا الى باكستان من قبل حركة «طالبان باكستان» وتنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» من الجهة الحدودية.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع»، أن حركة «طالبان»، وعقب زيارة الوفد الباكستاني لأفغانستان تمكنت من قتل قياديين من «داعش خراسان»، إضافة إلى مقتل عدد من قيادات حركة «طالبان باكستان» في ولاية خوست الأفغانية شرقي البلاد، مشيرًا إلى أن تلك الإجراءات تعد تقدمًا ملحوظًا في التعاون بين «طالبان» وإسلام آباد.
وأوضح الباحث في الشأن الباكستاني، أن «طالبان» الأفغانية، عرضت على باكستان خطة للتعامل مع «طالبان باكستان» الإرهابية، بقيام الحركة الأفغانية بإعادة إسكان أفراد طالبان باكستان وعائلاتهم بعيدًا عن الحدود الباكستانية، كما تحاول طالبان الأفغانية إعادة تأهيل أفراد طالبان باكستان، وإصلاح أفكارهم.





