«طالبان» تزيد حياة الأفغانيات قتامة بمنع دراسة الطب
الأربعاء 08/مارس/2023 - 04:25 م

نهلة عبدالمنعم
تعيش الأفغانيات حاليًّا مرحلة معقدة، منذ عودة "طالبان" للحكم مجددًا في منتصف أغسطس 2021، إذ لم تدخر الحركة جهدًا لعرقلة المسيرة النسوية في البلاد، بل حرمانهن من حقوقهن الأساسية في التعليم والعمل، ما ينعكس بدوره على مستقبل البلد الآسيوي لسنوات مقبلة.
وأصدرت حركة طالبان مؤخرًا قرارًا صادمًا بحرمان طالبات كليات الطب من دخول الامتحان النهائي لتخصصاتهن الصحية، ما يعيق إتمامهن للدراسة، وكذلك الالتحاق بالعمل في المستشفيات والمراكز الطبية، وهو ما تسبَّب في اشتعال حالة غضب داخلي، وكذلك جدال دولي حول استبداد طالبان بالنساء، والآثار المترتبة على ذلك.

طالبان تعيق تخرج الطبيبات
وذكر موقع "طلوع نيوز" في 16 فبراير 2023 أن طالبات الطب لجأن لتقديم التماس لحركة طالبان للسماح لهن بحضور الامتحانات النهائية، حتى لا تضيع سنوات دراستهن الطويلة بالمجال الطبي، كما تضامن عدد من الطلاب مع المتضررات من قرار الحركة، ولكن دون جدوى حتى الآن.
فيما أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لاعتداء عناصر حركة "طالبان" على الطلاب والطالبات المعترضين على حرمان الفتيات من التعليم.
ومن جهتها نددت منظمات المجتمع الدولي بالقرارات المتشددة تجاه النساء، وكذلك مؤسسة الأزهر الشريف في مصر، الذي أصدر شيخه الدكتور أحمد الطيب بيانًا لمطالبة الحركة بفتح المجال أمام تعليم الفتيات، مؤكدًا أن حرمان الأفغانيات من التعليم مخالف للشريعة الإسلامية، ولكن الحركة لم تستجب للدعوات المتكررة بإنهاء الاستبداد بالنساء.
قرارات متضاربة تعقد حياة الأفغانيات
كانت حركة طالبان، أصدرت في أكتوبر 2022 قرارًا بمنع الفتيات من دراسة مجال الإعلام والصحافة، وكذلك الهندسة المدنية والاقتصاد في الجامعات، بل وفرضت على الطالبات رغبات دراسية لم يكتبنها كالأداب.
ولم تمنع الحركة حينها التحاقهن بالتخصصات الطبية ولكن على ما يبدو فإن الحركة تراجعت، ما يعيق تخرج دفعات جديدة من الطبيبات، ويؤدي ذلك إلى تراجع كبير في الحقوق الأساسية للمرأة.

المرجعية الفكرية لطالبان تعادي النساء
تشمل تأثيرات القرارات الأخيرة لطالبان ضد النساء عدة أوجه، إذ يقول مدير المركز العربي للدراسات السياسية، محمد صادق إسماعيل في تصريح لـ"المرجع" إن مراجعة الأيديولوجية الفكرية لحركة "طالبان" تثبت رفض الحركة لتعليم المرأة، وتعتبر خروج النساء من منازلهن من المحرمات في الشريعة، وفقًا لرؤية الحركة، وبالتالي لم يكن مستبعدًا أن تصدر الحركة قرارات ضد تعليم البنات بالمدارس والجامعات.
ويعتقد الباحث أن منع تعليم البنات يستند إلى المرجعية الفكرية للحركة، وفيما يخص رؤية المجتمع الدولي لما يحدث في أفغانستان فهو غائب عن المشهد، من وجهة نظر محمد صادق إسماعيل نتيجة انشغال هذا المجتمع بالحرب الروسية الأوكرانية، وإشكاليات حلف شمال الأطلسي "ناتو" ومنع هزيمة أوكرانيا.
وأشار مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إلى أن حركة طالبان تعلم أن بإمكانها الاستناد على حليفها الروسي لمواجهة تهديدات الولايات المتحدة إذا ما حدثت، لكن الباحث ستبعد حدوث أي تهديدات أمريكية حالية ضد "طالبان" لاختلاف الحزبين الديمقراطي عن الجمهوري في التعامل مع الملفات السياسية وكذلك لاختلاف الظروف الدولية.
وبالتالي ــ حسب الباحث ـــ فإن المعطيات المختلفة للمشهد تشير إلى عدم قدرة أي طرف في الوقت الحالي على إثناء الحركة عما تفعله ضد النساء، كما أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة مهينة من البلاد أعطى الضوء الأخضر للحركة لفعل ما تشاء.