ad a b
ad ad ad

مياه هلمند تُشعل التوترات بين إيران وطالبان

الأحد 26/فبراير/2023 - 03:36 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

رغم حرص حكومتي إيران وطالبان في أفغانستان على عدم توتر العلاقات بينهما، في ظلِّ حاجة كل طرف إلى الآخر، خاصة أن الأخيرة تعاني عزلة دولية، ولديها ملايين اللاجئين في الأولى، كما تحتاج طهران الأسواق الأفغانية في ظل تشديد العقوبات عليها، إلا أن ملف المياه قد يتسبب في صدام بين الجانبين.


أزمات الجفاف


تعيش إيران وأفغانستان نوبات جفاف متكررة، ما يهدد مظاهر الحياة في كل منهما، ففي الأولى توالت التحذيرات من أزمات المناخ وتزايد نوبات الجفاف الشديدة في معظم أنحاء البلاد، وتراجع احتياطي المياه في السدود، إضافة إلى انخفاض نسبة هطول الأمطار عن الأعوام الماضية بنسبة تصل إلى 35% وفق تقديرات، ما أدى إلى تعرض قرابة 21 محافظة من أصل 31 محافظة إلى نوبات شديدة من الجفاف.


سوء إدارة


ومع هذه التغيرات والتطورات أصبحت إيران مهددة بالإفلاس المائي، وهو ما أثار توترات داخلية، وصلت إلى توترات عرقية، ووفق مصطفى فدايي فرد، عضو اللجنة الوطنية الإيرانية للسدود الكبيرة، فإن إيران مرت بأزمة مياه ووصلت إلى "إفلاس مائي"، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من الأزمة يرجع إلى "سوء الإدارة".


الأزمة نفسها تعاني منها الجارة أفغانستان، وهو مادفع الأمم المتحدة للمطالبة بمساعدة ما يقرب من سبعة ملايين مزارع ومربي الماشية في أفغانستان يواجهون الجفاف، وأعربت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" عن قلقها إزاء الجفاف في أفغانستان، مشيرة إلى أنه ينبغي إعطاء الأولوية لمساعدة المزارعين الأفغان.


أزمات جفاف


وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن أفغانستان مرت بأزمات جفاف حادة، وبالإضافة إلى شدة الكارثة الاقتصادية في أفغانستان، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير، مشيرة إلى أن مصادر المياه والمنتجات الغذائية انخفضت بسبب هذا الجفاف، ما انعكس على أسعار الطحين والأرز والزيت والمواد الغذائية.


صدام وشيك


حاجة إيران وأفغانستان إلى المياه تسببت في مطالبة طهران بحصتها من مياه نهر هلمند، في ظل عدم الاستجابة من جانب حكومة طالبان، وهو ما أثار غضب الجانب الإيراني الذي حذر أكثر من مرة من توتر العلاقات مع طالبان بسبب ملف المياه.


ففي يوليو من العام الماضي حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، حكومة "طالبان" بشأن تأثر العلاقات بين الجانبين في حال لم تحصل إيران على "حق المياه" من نهر هلمند.


وقال عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع القائم بأعمال وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي: " نظرًا لهطول الأمطار الأخيرة والمياه المتدفقة في نهر هلمند، نأمل ألا تكون هناك عقبات مصطنعة أمام وصول المياه إلى الجمهورية الإسلامية"، مضيفًا: "إذا لم يتم حل قضية حصة إيران من نهر هيلند بسرعة وجدية، فستكون لذلك آثار سلبية في المجالات الأخرى من التعاون بين البلدين".


وتجددت التحذيرات الإيرانية على لسان وزير الطاقة علي أكبر محرابيان، الذي قال إنه  طلب من الجانب الأفغاني القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، لافتًا إلى أنه رغم المحادثات التي جرت مع الجانب الأفغاني حول قضية هلمند، إلا أن القضية لاتزال عالقة.


وتزايدت حدة التوترات بين الجانبين، حيث تصاعدت حدة التهديدات الإيرانية لطالبان، وهو ما ظهر في تصريحات عضو البرلمان محمد سركزي التي حملت تهديدات، إذ قال: "إذا لم تفرج عن المياه من نهر هلمند في أفغانستان، فسيتم طرد اللاجئين الأفغان من محافظة سيستان وبلوشستان".


ومؤخرًا قال رئيس منظمة البيئة الإيرانية إنه لم يتم اتخاذ أي إجراء لإنفاذ حق المياه في هيلمند من قبل طالبان، وأنه ينوي السفر إلى أفغانستان لمتابعة هذا الأمر، مشيرًا إلى أن المناقشات الدبلوماسية جارية في هذا الصدد، وأنه ينوي عقد اجتماع مع طالبان التي اتهمها بأن لديها حجج ليست حقيقية ولا علمية.

الكلمات المفتاحية

"