ad a b
ad ad ad

«سيف العدل» يسطر فصلًا جديدًا للصراع بين واشنطن وطهران

الأحد 26/فبراير/2023 - 09:37 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

فصل جديد من الصراع «الأمريكي ــ الإيراني»، بدأ بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، وجود المدعو "سيف العدل" على رأس تنظيم «القاعدة» الإرهابي، مؤكدةً أنه يقيم في طهران.


فتح هذا الإعلان، النار في وجه الولايات المتحدة الأمريكية، من جهة الجانب الإيراني، إذ ردت طهران رسميًّا على ذلك، نافية الاتهامات التي وجهتها واشنطن، بوجود الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، على الأراضي الإيرانية.


رفض إيراني


قال وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبداللهيان، في تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل «تويتر»: «أنصح البيت الأبيض بوقف لعبة إرهاب إيران الفاشلة بربط بلادنا بتنظيم القاعدة».


وأضاف عبداللهيان: «بالنسبة لإيران، يعد هذا الأمر سخيفًا ولا أساس له من الصحة.. يجب محاسبة من أنشأوا القاعدة وداعش لنشر الإرهاب في جميع أنحاء العالم.. ولا تحاولوا إعطاء عناوين خاطئة!»


ومن جهته ذكر مكتب ممثلية إيران في الأمم المتحدة بنيويورك، إنه يرفض ادعاء المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس حول وجود زعيم تنظيم القاعدة في إيران"، معتبراً «نشر مثل هذه المعلومات الكاذبة يعيق الجهود لمحاربة الإرهاب».


يأتى ذلك في الوقت الذي أكد فيه صوفان، محقق مكافحة الإرهاب السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي، في تصريحات إعلامية أن «سيف العدل» موجود في إيران منذ عام 2002 أو 2003 وكان في البداية قيد الإقامة الجبرية، لكنه كان حرًا بما يكفي للسفر إلى باكستان فيما بعد.


تعيين زعيم جديد لتنظيم القاعدة مقيم في إيران، ربما يمثل تهديدًا كبيرًا لحياته، كون هذا الأمر قد يضفي مزيدًا من التوترات على العلاقات بين الولايات المتحدة وطهران في ضوء تعثر المفاوضات النووية، وهو ما قد يدفع واشنطن لاغتياله، بحسب مراقبين.


متانة علاقات القاعدة وطهران


يؤكد الباحث في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي إنه لم يعد مجهولًا أو حتى محل نقاش القول بمتانة العلاقات بين إيران من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخرى، ففي الوقت الذي ساعدت فيه إيران، الولايات المتحدة الأمريكية على دخول أفغانستان عام 2001 وباعتراف من مسؤولين إيرانيين بذلك، حرصت إيران على أن تواصل علاقتها بالتنظيم الإرهابي، الذي يعيش على أرض أفغانستان بهدف امتلاك ورقة ضغط على القوات الأمريكية، وهو ما يفسر الكثير من السلوك والتحركات المتناقضة في العلاقات بين الطرفين، فالمصلحة مقدمة على أي شيء لدى قادة إيران بما فيها المذهبية.


وأكد «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن وجود العديد من قيادات تنظيم القاعدة فضلًا عن بعض أفراد أسرة أسامة بن لادن زعيم التنظيم ومؤسسه الراحل منذ بداية الألفية الثانية في إيران، يكشف حجم العلاقة التي استغلتها إيران استغلالًا جيدًا في المناورة في صراعها مع الغرب وهو الأمر الذي برغم إدراك تنظيم القاعدة له لكنه قبل هذا الاستغلال حتى أن اسامة بن لادن، وصف إيران بأنها شريان التنظيم.


عبث ايراني لا طائل منه


يرى الباحث في الشأن الإيراني، أن أنباء إقامة "سيف العدل" الذي تولى مؤخرًا قيادة تنظيم "القاعدة" خلفًا لأيمن الظواهري ليس جديدًا فقد تم التأكيد عليه مرارًا من قبل، بل إن صورًا جمعته مع قياديين آخرين قتلا في إيران نشرت في عام 2015، وهو ما يدحض أية محاولات لإنكار ذلك، ومن ثم فإن حكاية النفي الإيراني لوجود "سيف العدل" على أرض إيران أو للعلاقة بين الدولة الإيرانية والتنظيم، عبث لا طائل منه كما أنه لم يعد ينطلي على أحد لسبيين أساسيين، أولهما: أن الخارجية الإيرانية كثيرًا ما تنفي ما يتم توجيهه لإيران ثم تعود فتنفي النفي وتثبت ما وجه بحقها، كما حدث مثلًا مع المسيرات الإيرانية التي منحتها طهران لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، ففي بداية الأمر نفت ثم عادت وقالت إن ذلك تم قبل الحرب في الوقت الذي تواترت التقارير حول فتح خط إنتاج لهذه المسيرات الإيرانية في روسيا.


أما ثاني هذه الأسباب فهو إن الخارجية الإيرانية نفسها تجهل في الكثير من الأحيان ما يجري على أرض إيران من أمور يفترض أنها المنوط الأول بإدارته ورعايته لتبدو الخارجية وكأن دورها محصورًا في إلقاء ما يأتيها من بيانات من قبل الحرس الثوري، ولعل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لإيران ولقائه المرشد الأعلى للثورة دون علم الوزير السابق محمد جواد ظريف نموذج يجسد تلك الماسأة، فالرجل لم يعلم بالزيارة إلا من خلال الصحف ووسائل الإعلام.


وأشار إلى أن النقاش حول حقيقة إقامة "سيف العدل" في إيران من عدمه هو مسألة يجب تجاوزها وعدم الالتفات بشأنها للتصريحات الإيرانية، إذ ما يجب التركيز عليه هو خطورة تداعيات ذلك، إذ من المرجح أن يقود الرجل التنظيم إلى تنفيذ الكثير من أولويات الأجندة الإيرانية في المرحلة المقبلة، خاصة أن طهران تسعى بمختلف الطرق إلى الانعتاق من حالة الحصار المفروضة عليها مؤخرًا، والتي فاقمت من الوضع في الداخل، ما يعني ببساطة شديدة احتمالية أن تتصاعد حالة التوتر والقلاقل في الأيام المقبلة.

 

الكلمات المفتاحية

"