ad a b
ad ad ad

هل قُتل قائد فيلق القدس الإيراني بالصواريخ الإسرائيلية في سوريا؟

الإثنين 27/فبراير/2023 - 08:39 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

استيقظ سكان دمشق والسويداء السورية على أصوات انفجارات عنيفة فجر الأحد 19 فبراير 2023م، لم تكن هذه المرة ناتجة عن الهزات الأرضية المرعبة، التي أوقعت الآلاف من الضحايا منذ السادس من الشهر نفسه، إذ تداولت أنباء حول قصف صاروخي من قبل القوات الإسرائيلية، على موقع للحرس الثوري الإيراني بالمنطقة، كان يستضيف اجتماعًا يديره "إسماعيل قآني" قائد فيلق القدس، أحد الأذرع المسلحة للحرس الثوري. فهل كان بالفعل "قآني" موجودًا في الموقع، وما الداعي لهذا القصف العنيف؟.


ساعة القصف


قبل فجر الأحد، استهدفت الطائرات الإسرائيلية أحد المباني وسط حي كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق، وهو واحد من أرقي أحياء العاصمة، ويحتوى عددًا كبيرًا من المباني الحيوية والأمنية والديبلوماسية.


وأسفر القصف- وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان- عن مقتل نحو 15 شخصًا بين مدني وعسكري، وسط تكهنات مبدئية عن وجود اجتماع لأحد أذرع الحرس الثوري الإيراني داخل المبني، يترأسه قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، الذي تواترت أنباء عن زيارته للأراضي السورية بعد زلزال السادس من فبراير، وهو ما أدى لزيادة التوقعات بأن يكون الهدف من العملية هو اصطياده، فيما أشارت مصادر فلسطينية إلى أن الاجتماع كان لحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، وأن من بين الحضور في الاجتماع كلًا من زياد نخالة زعيم الحركة، وإسماعيل قآني زعيم "فيلق القدس"،  وأن الهدف الأصلى كان حركة الجهاد وليس قآني.


التكهنات لم ترجح حتى اللحظة، ماذا كان الهدف من العملية التي لم تكشف القوات الإسرائيلية عنها شيئًا، غير أن معلومات ترجح أن الهدف هو شخصية إيرانية كبيرة داخل المبنى، الذي تبين أنه مملوك لرجل الأعمال فاضل بلوي، الذي يمتلك إحدى شركات الصرافة المرتبطة بحزب الله اللبنانى المدعوم إيرانيًّا، وأن المبني- وفقًا لشبكة "صوت العاصمة"-  يضم طابقين يستخدمان كمدرسة للتمويه على استضافة الشخصيات الأمنية الإيرانية.


لماذا قآني الآن؟


إذا كان المقصود هو إسماعيل قآني قائد فيلق القدس، فإنه يعتبر صيدًا ثمينًا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، واللتان تتقفان على أرضية مشتركة تجاه إيران والحرس الثوري، وهو ما يذكر باغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني قرب مطار العاصمة العراقية بغداد في يناير 2020م.


وكان أول تصريح لـ"قآني" بعد توليه قيادة فيلق القدس خلفًا لقاسم سليماني: «نقول للجميع اصبروا قليلًا لتشاهدوا جثامين الأمريكيين في كل الشرق الأوسط».


وجدد "قآني" تهديداته للولايات المتحدة عدة مرات أخرى، ولم تخل تلك التهديدات من مثيلاتها لإسرائيل، ففي أبريل 2022م هدد بتسريع تدميرها، وهو التهديد المتواتر لقادة إيران منذ بداية الثورة الاسلامية عام 1979.


وقال قائد فيلق القدس الإيراني في تصريحات نشرتها وكالة "ناس" العراقية: «إذا تعرضت مصالح نظام الجمهورية الإسلامية للهجوم في أي مكان بالعالم، فسنرد بحزم، ونحن نعلم جيدا أين أنتم" وتابع "نمتلك فهمًا ثوريًّا، ونعرف متى وأين نتعامل معكم».

 

استهداف الأذرع الإيرانية


يقول الكاتب الصحفي والمحلل العراقي حازم العبيدي في تصريحات خاصة لـ"المرجع": إن العملية استهدفت بالفعل بناية تابعة للحرس الثوري الإيراني، كانت تضم مجموعة من أذرع إيران والمتعاونين معهم، بينهم عناصر من جماعة الحوثي في اليمن المدعومة إيرانيًّا وحزب الله اللبناني، وحركتى حماس والجهاد الفلسطينيتين، كانوا يخططون لإجهاض عملية إسرائيلية وشيكة ضد المصالح الإيرانية، إضافة إلى دعم الوجود الإيراني في لبنان.


وأضاف الكاتب العراقي أن المنطقة التي شهدت العملية "حصينة للغاية"، تتخفى الأذرع الإيرانية فيها داخل بناية من أربعة أدوار تشمل مدرسة ومركزًا ثقافيًا حتى لا يشك أحد في الشخصيات التي تتردد عليها، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف والإنقاذ العامة منعت بعد الحادث من دخول المنطقة، وسُمح فقط لسيارات إسعاف تابعة لجهات أمنية على علاقة بإيران حتى لا يتمكن أحد من العثور على أي أوراق سرية تتبع الحرس الثوري في البناية التي تم استهدافها، موضحًا أنه لم يتبين حتى اللحظة ما إذا كانت العملية تمت عبر ضربة جوية أو هجوم صاروخي من داخل إسرائيل.


هل قتل قآني؟


رغم الأنباء التى ترددت عن استهداف قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني في الهجوم على دمشق، فإن خبراء إيرانيين نشروا صورًا لإسماعيل قآني في وقت سابق، أشاروا فيها إلى أنها كانت خلال اجتماع حضره مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وهو ما أكده "جيسون بروديسكي" مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، والذي أكد في تغريدة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "قآني" غادر الأراضي السورية السبت وشارك في اجتماع مع المرشد علي خامئني.


وما يرجح عدم مقتل إسماعيل قآني أن الجمهورية الإيرانية لم تصدر أية بيانات بشأن هذه الأمر بعد العملية.

 

"