«داعش» على الحدود.. طاجيكستان تتأهب لطرد عناصر فرع التنظيم الصاعد
يسعى تنظيم "داعش خراسان" إلى توسيع نطاق نفوذه في آسيا الوسطى من خلال زيادة الهجمات عبر الحدود، الأمر الذي دعا سلطات جمهورية طاجيكستان إلى إعلان حالة التأهب القصوى والاستنفار ضد التنظيم، بسبب تمركزه على الحدود "الطاجيكية ــ الأفغانية"، وذلك بعد نشاطه المتكرر والملحوظ عبر الحدود، وخاصة بعد استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان منتصف أغسطس 2021.
مواجهة داعش
أعلن وزير الداخلية الطاجيكي رمضان رحيم زادة، الأربعاء 15 فبراير الجاري، أن جيش بلاده مستعد لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي على الحدود مع أفغانستان، مؤكدًا خلال حديث له لموقع هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية "بي بي سي"، إن أهم الوحدات الأمنية تركز على تأمين الحدود مع أفغانستان، ومستعدة للردِّ على تهديدات "داعش" المحتملة، مشيرًا إلى أن حركة "طالبان" الأفغانية إما لا تستطيع أو لا تريد قتال الجماعات الإرهابية.
وعقب وصول الحركة الأفغانية إلى مقاليد الحكم في أفغانستان زاد التنظيم الإرهابي عملياته الإرهابية، وكان مسؤولًا عن هجمات صاروخية من أفغانستان على دول آسيا الوسطى، وحاول إظهار وجوده في المناطق المتاخمة لتلك الدول، إلا أن الحركة الأفغانية أصرَّت على أنها ستتعامل بحزم مع "داعش"، وأنها تضرب عناصر التنظيم في كل مكان في أفغانستان، ونفى أمير خان متقي، وزير خارجية حكومة "طالبان"، ما وصفها بمزاعم "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" بشأن وجود أربعة آلاف مسلح من فرع "خراسان" التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي شمال شرق أفغانستان على حدود طاجيكستان.
وتم التوقيع على "معاهدة الأمن الجماعي" في مايو 1992 في طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان، وفي عام 2002 في موسكو، أصبحت تلك المعاهدة "منظمة الأمن الجماعي"، وتقضي بأنه في حالة وجود تهديد من أفغانستان ضد طاجيكستان فإن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي سترد عليه خلال 12 ساعة.
وفي منتصف الشهر الجاري، أعلن مسؤولو الحركة الأفغانية، بدء عملية استهدفت مخبأ لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة "كارتي نو" في كابول، بحسب ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة "طالبان"، الذي أكد اعتقال بعض المواطنين الأجانب في تلك العملية.
حدود ملغمة
أكد اللواء" أناتولي سادروف"، رئيس هيئة الأركان المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، أن عدد مقاتلي فرع خراسان التابع لتنظيم "داعش" في أفغانستان بلغ نحو 6500 إرهابي، منوهًا إلى أن نحو أربعة آلاف إرهابي تحركوا بالقرب من الحدود الأفغانية وطاجيكستان، وهو ما يشكل تهديدًا لدولة عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، نظرًا لوجود العديد من الجماعات المتطرفة المتمركزة في أفغانستان هي أكبر تهديد للاستقرار في دول آسيا الوسطى، حسب قوله.
وخلال تقرير سابق نشره المركز الأوروبي للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية، فإن عددًا ليس بالصغير من العناصر التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في جمهورية طاجيكستان، تعمل على تجنيد عشرات الشباب لصالح التنظيم، ومن خطورة الأمر أن هناك عددًا كبيرًا من هؤلاء بسبب ظروفهم الاقتصادية يقعون في فخ هؤلاء الإرهابيين، منوهًا إلى أن «داعش» يحاول التمركز على الحدود الطاجيكية مستغلًا الموقع الجغرافي والفراغات الأمنية، لتأسيس معسكرات تدريب هُناك لشنِّ هجمات متتالية على ألمانيا ورسيا.
طموحات توسعية
ويؤكد مراقبون أن تنظيم "داعش خراسان" يسعى خلال الفترة الأخيرة إلى تكثيف إنتاج وترجمة ونشر الدعاية الموجهة إلى المجتمعات الأوزبكية والطاجيكية والقيرغيزية في المنطقة، إذ أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية «هشام النجار»، أن «داعش خراسان»، وضح أن لديه طموحات توسعية في الإقليم الآسيوي، وهو ينسج في ذلك على منوال خريطة القاعدة القديمة.
وكل ذلك يعني بحسب الباحث في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن داعش خراسان أصبح قوة إرهابية جادة لا تتحدى طالبان فحسب، بل تتحدى أيضًا الأنظمة التي تشكَّلت في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي.
وينوّه "النجار"، إلى أن التنظيم الإرهابي يخطط لتكرار تجربة تنظيم «القاعدة» الذي بنى أساس تنظيمه العالمي بالتمدد أولًا في الخريطة الآسيوية سواء بدول آسيا الوسطى أو بدول جنوب شرق آسيا، ومن هناك أقام معسكرات تدريب وخطط ودرب وأعد لأخطر عملياته الإرهابية وفي مقدمتها تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، ولذلك نجد أن نفوذ «داعش خراسان» الأقوى حاليًّا يتركز في آسيا محاولًا بناء خلافة بديلة هناك عن التي فقدها في الشرق الأوسط وبلاد الرافدين.
ويختم الباحث هشام النجار بالقول إنه من المتوقع أن يستفيد تنظيم "داعش خراسان" من العمليات الخارجية لتقويض شرعية حكومة طالبان، التي أكدت عدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية لمهاجمة جيران أفغانستان.





