ad a b
ad ad ad

عودة جنرالات الحرب في أفغانستان.. والانشقاق يضرب طالبان

الأحد 19/فبراير/2023 - 05:41 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

دخلت حركة طالبان منذ مطلع العام الجاري، مرحلة جديدة مليئة بالأزمات سواء داخل الحركة نفسها أو داخل أفغانستان، وهو ما ينذر بوقوع انشقاقات داخل الحركة، وكذلك عودة الحرب الأهلية مرة أخرى في أفغانستان بعد فترة كمون حذرة منذ سيطرتها على الحكم.


إعلان الجهاد


وخلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري ظهر عبدرب الرسول سياف رئيس ما يسمي الاتحاد الإسلامي، أحد أبرز قادة الحرب الأهلية الأفغانية إلى الصورة من جديد، وأرسل عدة رسائل لحركة طالبان معلنًا لأول مرة الدخول في الجهاد المسلح ضد طالبان من أجل تحرير البلاد من الحركة.


وقال سياف في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام أفغانية الأحد 12 فبراير 2023م إنه مستعد لبذل حياته من أجل تحرير أفغانستان من حكم طالبان.


طالبان تراقب


 وتناقلت حسابات مقربة من طالبان على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا قديمة لأول مرة، تجمع سياف مع وكيل جهاز المخابرات الأمريكية في بنجشير، وأكد الجنرال مبين خان أحد القيادات العسكرية في حركة طالبان في تغريدة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن سياف عقد عدة لقاءات مع أعداء الحركة منها زيارته إلى بسم الله خان محمدي وزير الدفاع السابق في حكومة أشرف غني، وأوضح خان أن هذه الصور التي جمعته بالرجلين كانت بينما تتعرض بنجشير لهجمات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة من قبل طالبان.


يذكر أن بسم الله محمدي نجا من محاولة اغتيال من قبل حركة طالبان قبل ساعات من إعلان استيلائها على السلطة بالعاصمة الأفغانية كابل أوائل أغسطس 2021م-


تحالفات سياف


ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، سعى عبد رب الرسول سياف زعيم الاتحاد الإسلامي الأفغاني لتأسيس كتلة معارضة ضد حركة طالبان في الخارج من زعماء الحرب في المهجر بتركيا وإيران وغيرها، وفي مايو 2022م أعلن بالاشتراك مع عدد منهم عن تأسيس جبهة إنقاذ أفغانستان، والتي ضمت نحو 40 شخصية أفغانية بينهم الحاكم السابق لولاية بلخ، عطا محمد نور، وزعيم أقلية الهزارة، محمد محقق، إضافةً إلى أحمد والي مسعود، ممثل "الجبهة الوطنية للمقاومة"، وهي الجماعة المعارضة الرئيسية التي تقود معارك في أفغانستان ضد "طالبان".


واتفقت الجبهة على الحل السلمي للقضية الأفغانية وأكدوا ضرورة المفاوضات بين الأفغان، وإن لم تقبل حركة طالبان هذا العرض فقد تذهب جبهة إنقاذ أفغانستان إلى العمل العسكري في عموم أفغانستان وهو ما أعلن عنه سياف مؤخرًا.


تاريخ سياف


يعتبر عبد رب الرسول سياف أحد أبرز زعماء الحرب في أفغانستان، ويترأس واحدة من أكبر الكيانات التي شاركت في إراقة دماء الأفغانيين خلال الحرب الأهلية؛ خاصة في معاركه بالعاصمة كابول، والتي كان ينوي تدميرها بالكامل وإنشاء ما سماه مدينة إسلامية جديدة على أراضيها.


وكان سياف يتصرف كزعيم للمافيا خلال حكومتي حامد كرزاي وأشرف غني، واعتبره مناصروه أنه شيخ علم مصطلح الحديث في عصره، نظرًا لدراسته السابقة في جامعة الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة، والتي التقى خلال فترة دراسته بها عددًا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بهم كثيرًا، ولا يزال يتعاطف مع الجماعة حتى الآن.

 

"