بداية النهاية.. تأثير حظر الحسابات البنكية لحركة الشباب الصومالية على نشاطها الإرهابي
وضع الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، نصب عينيه، خلال ولايته الثانية التي بدأت في 15 مايو 2022، القضاء على حركة الشباب الارهابية التي كانت حتى وقت قريب تسيطر على نحو 20% من الأراضي الصومالية، إذ شن حربًا شاملة على جميع الأصعدة شملت أربعة محاور رئيسية "عسكرية ــ اقتصادية ـ اجتماعية وفكرية"، لتطهير البلاد من إرهابها.
حظر حسابات الإرهاب البنكية
واتخذت الحكومة الصومالية، مؤخرًا قرارًا بحظر 250 حسابًا بنكيًّا تابعًا لحركة الشباب الإرهابية، وذلك بعد تقارير ومعلومات رصدتها وكالات حكومية لمراقبة التدفقات المالية، وتتبع حركة أموال التنظيم الإرهابي.
ويسهم هذا الإجراء بشكل فعال في تجفيف مصادر تمويل حركة "الشباب" الإرهابية، ما يؤثر سلبًا على نشاطها الإجرامي، ولاسيما أنها وسعت أنشطتها الاقتصادية داخل العاصمة الصومالية مقديشو، وكتبت ملكيتها لشخصيات أخرى، وتجاوزت حجم تلك الأنشطة بحسب دراسة لمعهد هيرال الصومالي، المتخصص في الدراسات الأمنية، نحو 180 مليون دولار سنويًّا، حصيلة النشاط الإجرامي والإتاوات التي كانت تفرضها على المواطنين، وكانت تستلم الجزء الأكبر منها عن طريق البنوك.
تقليم أظافر الشباب
حظر حسابات حركة الشباب الصومالية الإرهابية، من شأنه تقليم أظافرها وتأليب أنصارها إذ يجعلها عاجزة عن دفع رواتبهم، ما يسرع بانفراط عقدهم وضعف شوكتهم.
وسبق حظر الحسابات البنكية حدوث مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة الصومالية وقوات الحركة في العديد من المدن والقرى بالتعاون مع أبناء القبائل الذين تم تسليحهم لمواجهة التنظيم الإرهابي، وأسفر ذلك عن مصرع وأسر المئات من عناصر حركة الشباب.
وتمكنت قوات الجيش من استعادة الكثير من المناطق الحيوية، ولاسيما منطقة وبحو التابعة لمحافظة غلغدود المعقل الرئيسي للحركة منذ نحو 15 عامًا، وتحرير قرى ورحولي، وعيل بوري، وعيل غرف بولاية غلمدغ وسط البلاد، وتحرير مديرية آدم يبال، في ولاية شبيلي الوسطى، التابعة لمقاطعة هيرشبيلي وسط، والمحاذية للعاصمة مقديشو من جهة الشمال، والذي يعد آخر وأهم معاقل "الشباب" في هيرشبيلي، إذ كانت تمثل أكبر تجمع سكاني تسيطر عليه الحركة في الأقاليم الوسطى، بل ومركزها المالي الذي منه تجمع الضرائب والإتاوات وأموال الزكاة، وحقوق العبور من التجار والشاحنات التجارية التي تمر عبر المدينة، بحكم وقوعها بين ثلاث ولايات، ونقطة وصل بين الأقاليم الجنوبية والوسطى، كما كانت مركزًا لتجنيد وتدريب المرتزقة والعناصر الجديدة، فضلًا عن تصفية العديد من جامعي الإتاوات التابعين لحركة الشباب في إقليم هيران.
دعم العشائر في مواجهة الإرهاب
دعم الجيش الصومالي العشائر ضد حركة الشباب الإرهابية، إذ إنها تعرف جغرافية الأرض جيدًا أكثر من الجنود، ويمكنها حماية أفرادها وعائلاتهم ضد حرب العصابات التي تجيدها الحركة، فضلًا عن توفير الدعم اللوجستي للجيش، خاصة من ناحية المعلومات، وتجفيف الحاضنة الشعبية لحركة الشباب، ومصادر تمويلها لإضعاف قدرتها على التجنيد، ودفع رواتب عناصرها.
تجفيف مصادر تمويل حركة الشباب الذي ينفذه بقوة الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، من شأنه هزيمة التنظيم الإرهابي عسكريًّا على يد الجيش الصومالي ومسلحي العشائر، وأكبر دليل على ذلك فقدها الكثير من معاقلها الاستراتيجية في البلاد، ولجوء بعض عناصرها إلى الأحراش والمناطق المأهولة بالغابات، أملا في إعادة ترتيب أوراقها من جديد.





