نفوذ وهجمات مكثفة للقاعدة.. هل تمكن التنظيم من إعادة الانتشار باليمن؟
هجوم جديد شنه نظيم "القاعدة" الإرهابي في اليمن، أسفر عن مقتل ضابطين وإصابة ثلاثة آخرين، وذلك في مديرية مودية شرقي محافظة أبين.
ويعد هذا الهجوم الذي وقع الثلاثاء السابع من فبراير الجاري، الثاني خلال الأسبوع نفسه، إذ تبنى التنظيم الإرهابي، الأحد الخامس من فبراير من الشهر ذاته، هجومًا استهدف دورية تابعة للواء الثامن صواعق، بوادي عومران بأبين، ما خلف ثلاثة مصابين بصفوف الجنود.
وخلال شهر يناير الماضي، تعرضت القوات الجنوبية لما يقرب من أربع هجمات إرهابية شنها تنظيم "القاعدة"، غالبيتها في "وادي الموت" بمحافظة أبين، وتسببت تلك الهجمات في مقتل وإصابة 24 جنديًّا.
وشهدت المحافظة نفسها، في منتصف ديسمبر 2022، ما يقرب من 11 هجومًا بالعبوات الناسفة، وقع معظمها في بلدات "وادي عومران"، "المحفد" و"مودية" شرقي أبين، ما أسفر عن مقتل العشرات والجرحى.
استعداد قوي
يبدو أن تنظيم "القاعدة" الإرهابي استطاع، خلال الفترة الماضية، ترتيب أهدافه بشكل جيد، فضلًا عن استعداده الاستراتيجي والأمني، بحسب المحلل السياسي اليمني، سعد الدين البرعي.
وأوضح "البرعي" في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن الهجمات المتكررة التي تعرض لها اليمن خلال الفترة الماضية، تدل على الاستعداد العالي للتنظيم، كما أنه وضع خططًا مرتبة سلفًا، فالتنظيم نفذ أكثر من هجوم في أماكن مختلفة، ما يشير لقدرته على التنقل، ويدل على الإمكانيات المادية والبشرية له.
وأشار "البرعي"، إلى أن تنظيم "القاعدة" نجح خلال الفترة الماضية، في تجنيد عدد من العناصر، وقام بإعادة تشكيل أعضائه واختار قيادات جديدة.
التعاون "الحوثي ــ القاعدي"
شهد العام الماضي، تعاونًا وثيقًا وقويًّا بين تنظيم "القاعدة" وجماعة الحوثي الانقلابية في اليمن، وكان هذا التعاون خفيًّا في بدايات الأمر، لكن في منتصف 2022، ظهر هذا التعاون إلى العلن، عقب استعانة الحوثي ببعض قيادات "القاعدة" في العمل السياسي، منهم القيادي عارف صالح علي مجلي، والذي تم تعيينه وكيلًا على محافظة صنعاء.
و"عارف" كنيته في تنظيم "القاعدة" "أبو ليث الصنعاني"، ويعد من أخطر قيادات التنظيم في اليمن، وشارك في العديد من الهجمات الإرهابية التي حدثت منذ عام 2002.
وخلال عام 2021، قامت جماعة الحوثي بإطلاق سراح نحو 225 عنصرًا إرهابيًّا تابعين للقاعدة، كنوع من أنواع الدعم للتنظيم.
مناطق النفوذ
يتواجد تنظيم القاعدة فى مساحات متعددة باليمن، منذ حالة الانفلات الأمني التي حدثت في البلاد عام 2011، فحسب تقرير إخباري نشره موقع "العاصمة أون لاين" اليمني، فإن تنظيم "القاعدة" استحوذ على محافظة أبين التي تبلغ مساحتها 16.943 كلم، التي أعلن التنظيم تأسيس أول إمارة إسلامية له فيها في مايو 2011، وتعتبر تلك المحافظة من أهم مراكز ثقل القاعدة.
إلى جانب ذلك يُسيطر التنظيم على مساحات من محافظة شبوة النفطية، التي أعلن عن ثاني إمارة له فيها بعزان، ويتحرك فيها بمنتهى الحرية مستغلًا غياب الأمن، أما بقية المحافظات وخاصة الجنوب، فيتواجد بها على شكل خلايا نائمة.
تهديد قوي
يقول، المحلل السياسي اليمني، محمد الحميري، إن تنظيم القاعدة بات يشكل تهديدًا قويًّا في وجه الحكومة اليمنية، التي أصبحت تحارب في أكثر من جهة.
وأكد "الحميري" في تصريح لـ"المرجع"، أن "القاعدة" استغل انشغال الجيش اليمني في محاربة "الحوثي"، وعمل على تأسيس ولايات جديدة، ووسع نفوذه عن طريق الهجمات الإرهابية مستغلًا الفراغات الأمنية، فضلًا عن ذلك فهو يرد على العمليات الأمنية للقوات الشرعية.
وأوضح أن القضاء على تنظيم "القاعدة"، يتطلب وجود بيئة سياسية ومحلية وإقليمية، يتم من خلالها اتخاذ إجراءات تمكن الحكومة الشرعية من بسط نفوذها، وتوحيد الجيش الوطني مع إعادة تسليحه بشكل جيد، وتدريب الجنود على أهمية الوطن والدفاع عنه، وتوحيد جميع القوى السياسية في اليمن، لأن أي تنظيم إرهابي ينشط في حالة العزلة السياسية وعدم الاستقرار الأمني.





