ad a b
ad ad ad

توترات جديدة بين باكستان وأفغانستان بسبب تكفير «طالبان» حكومة شريف

الخميس 06/أبريل/2023 - 02:58 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

رغم محاولات حركة «طالبان» في أفغانستان، التخلي عن منهجها الحركي والظهور أمام العالم في صورة حكومة ترغب في إرساء السلام داخليًّا وفي محيطها الإقليمي فإنها لم تستطع إلى الآن التخلي عن منهجها الإقصائي والتكفيري في التعامل مع الأنظمة الحاكمة، خاصة دول الجوار وعلى وجه التحديد باكستان التي تشهد الحدود بينها وبين أفغانستان توترات متكررة منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021م.


أزمات متكررة


في يونيو 2022 ظهر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان، في تسجيل مصور تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيه أن الإطار السياسي الباكستاني لا يمثل نظامًا إسلاميًّا، مشيرًا إلى أن الدين ليس مهمًّا للحكومة الباكستانية.


وجاءت تلك التصريحات نتيجة التوترات التي حدثت على الحدود بين كلٍ من أفغانستان وباكستان بسبب مساندة الحركة الأفغانية لفرعها الباكستاني الذي تعتبره جزءًا لا يتجزأ منها -وفقا لتصريحات سابقة أدلى بها في العاشر من ديسمبر 2021 نور الله محسود، زعيم حركة طالبان باكستان، والتي أكد فيها أن حركته فرع من حركة طالبان الأفغانية، كما رفض تمديد وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية، وتعهد زعيم حركة «طالبان باكستان» بأن حركته ستطبق النظام الإسلامي في باكستان (على غرار أفغانستان).


وفي نهاية مايو 2022م وخلال مفاوضات تمديد الهدنة بين الحكومة الباكستانية والجناح الباكستاني من حركة طالبان، تشجع وفد «طالبان» باكستان لتغيير الأوضاع في البلاد ونقل تجربة الفرع الأفغاني إلى باكستان، وقدم الوفد عددًا من المطالب على رأسها: تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي تخضع لسيطرة الحركة، وخروج القوات الباكستانية من المناطق القبلية أو البقاء في الثكنات العسكرية، وإزالة السياج الحديدي الذي نصبته القوات الباكستانية على طول خط ديورند بين أفغانستان وباكستان.


أزمة المعابر


مع بداية العام الجاري تجددت الأزمات على الحدود بين أفغانستان وباكستان ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا من القوات الباكستانية عند بلدة تشامان قرب معبر سبين بولداك تشامان الحدودي، واتهمت إسلام آباد، طالبان أفغانستان بدعم مجموعات مسلحة على الحدود بين البلدين كما اتهمت كابول بإيواء مسلحين باكستانيين مرتبطين بتوأم حركة طالبان في باكستان.


وأعلنت إسلام اباد، شن هجمات عسكرية لتأمين حدودها من المسلحين المرتبطين بحركة «طالبان» بفرعيها الأفغاني والباكستاني، مشيرة إلى أن ذلك يقع تحت نطاق القانون الدولي، كما عينت مسؤولًا على دراية بحركة طالبان وجغرافيتها لأن الحركة كثفت هجماتها على باكستان منذ تولي شهباز شريف رئاسة الحكومة الباكستانية.


وما أثار القلق من تفاقم الأوضاع مرة أخرى، تصريحات مسؤولين أمريكيين مؤخرًا أكدت أنه يمكن استهداف طالبان باكستان باعتبار أنها ما زالت مصنفة لديها على قوائم الإرهاب، في حين نفى أمير خان متقي وزير الخارجية بالإنابة في حكومة طالبان أفغانستان، اتهامات إسلام أباد مؤكدًا أن الحركة وفرت لباكستان معابر آمنة لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين دول الجوار.


تكرار التكفير


وتداول نشطاء تسجيلات مصورة مطلع فبراير الجاري لمسؤولين من طالبان أفغانستان، يكررون فيها التصريح بتكفير الحكومة الباكستانية، برئاسة شهباز شريف، على غرار تصريحات ذبيح الله مجاهد، الذي فعل الأمر نفسه في عهد عمران خان رئيس الوزراء الباكستانى السابق.

 

"