أوكرانيا خلف الدروع.. دبابات الغرب تهدد بصراع واسع النطاق في أوروبا
فصل جديد من فصول الصراع «الروسي-الأوكراني» يظهر على الملأ، بإمداد الأخيرة بدبابات ومدرعات قتالية، بعد أن قررت عدة دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، دعم أوكرانيا ولأول مرة بالدبابات والمدرعات الثقيلة، في خطوة تعد أكثر تصعيدًا من كييف، في محاولة لإنهاء الحرب وقلب الطاولة لصالحها.
ومن المؤكد أن هذا الدعم النوعي من شأنه أن يزيد طموح أوكرانيا العسكري، لا سيما أن رغبة الدول الغربية في تقديم المزيد من الدعم تتزايد أيضًا، الأمر الذي أفرز رد فعل روسي قوي، إذ اعتبر الكرملين تسليم دبابات قتال حديثة إلى أوكرانيا "تورطًا مباشرًا" في الصراع الدائر بين الجانبين.
مرحلة جديدة
مرحلة جديدة تدخلها الحرب "الروسية ــ الأوكرانية"، فبعد سجال امتد لأشهر، حسمت عدة دول على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا أمرها، وقررت دعم أوكرانيا بالمدرعات والدبابات، فيما أطلق عليه «حلف الدبابات الكبير».
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن بلاده سوف ترسل 31 دبابة من طراز «أبرامز» إلى أوكرانيا، كما وعدت لندن، كييف بتقديم 14 دبابة من نوع «تشالنجر»، أما ألمانيا فأعلنت تقديم دبابتها الشهيرة «ليوبارد»، إضافة إلى إرسال مائة مركبة «برادلي» قتالية، ومائة ناقلة جند من طراز «M113»، و90 مركبة «سترايكر»، كما أعلنت الدنمارك تزويد كييف بمدافع «سيزار».
أوكرانيا تحتمى خلف الدروع الأوروبية
وقالت أوكرانيا إن لديها حاجة ماسة لدروع ثقيلة فى حربها ضد روسيا، حيث تمتلك عددًا محدودًا من الدبابات، معظمها من فترة الحقبة السوفيتية أو ما بعد الاتحاد السوفيتي، حيث سبق أن طلب الرئيس الأوكرانى فلودومير زيلنسكي مرارًا هذا النوع من الدعم، بهدف بناء قوة مدرعة تمكنه من استعادة ما احتلته روسيا من أراضيه.
الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، وجه رسالة إلى الدول المانحة خلال مقابلة تليفزيونية، قائلًا: «أود أن أتقدم بالشكر لكل من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة على اتخاذهم هذا القرار».
ورغم عدم ملاءمة دبابات «أبرامز» الأمريكية لظروف الأراضي الأوكرانية، كما أنها تعتبر طرازات معقدة للغاية، وغالية الثمن، ولا تتوافر قطع الغيار الخاصة بها فى دول أوروبا، إلا أن العديد من الخبراء رجحوا أن تضع برلين شرط تسليم الولايات المتحدة، دبابة أبرامز إلى أوكرانيا من أجل الموافقة على منح كييف ليوبارد٢.
وذكرت صحيفة «Süddeutsche Zeitung» الألمانية، أن المستشار الألماني أولاف شولتز، اشترط على الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال مكالمة هاتفية، أن تقوم واشنطن بإمداد كييف بدبابات أبرامز، في مقابل أن تقوم برلين بنقل دبابات ليوبارد٢ إلى أوكرانيا.
وبرر المستشار الألماني تأخير دعم كييف بالدبابات والمدرعات الثقيلة بأنه كان بهدف التنسيق والتعاون الدولي.
خط خطير
في الجهة المقابلة، كان لموسكو رد فعل على الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية والغربية بدعم أوكرانيا بالمدرعات والدبابات ودخول الحرب الروسية-الأوكرانية منعطفًا جديدًا، إذ أكد الكرملين أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اقتربا من «خط خطير» في طريقهما إلى صراع عسكري واسع النطاق في أوروبا.
السفارة الروسية في العاصمة الألمانية برلين، أكدت أن تزويد كييف بدبابات «ليوبارد2» يعد أمرًا خطيرًا للغاية، وسينقل الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة، وقال «كونستانتين جافريلوف» رئيس الوفد الروسى فى محادثات فيينا، إن استخدام كييف قذائف اليورانيوم من دبابات «ليوبارد2» سيعتبر استخدامًا للقنابل النووية القذرة.
سكرتير مجلس الأمن الروسي «نيكولاي باتروشيف» أكد في تصريحات له، إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي طرفان في الصراع الدائر في أوكرانيا كما أنهما يسعيان إلى إطالة أمد القتال.
وعن الدبابات الألمانية، قال الجنرال الروسي «فلاديمير شامانوف» رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي: «لقد درست أسلوب تدمير الدبابات الألمانية كطالب، واليوم أقولها بصريح العبارة سنحرق الدبابات الألمانية كما أحرقناها في أربعينيات القرن الماضي، ألمانيا نسيت ذنبها التاريخي وبالتالي يجب هزيمتها»، بحسب التليفزيون الروسي.
بينما أوضح البرلماني الروسي «يفجيني فيدوروف»، أن حلف الناتو إذا فكر في مهاجمة روسيا، فستقوم موسكو بتشغيل آلية الردع النووي وستحدد أهدافه على الأراضي الأمريكية.
ونشرت موسكو مقطع فيديو لها للروبوت الجديد المسمى «ماركر» والذي سيتم إرساله للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا، حيث يقول «ديمتري روجوزين» رئيس «وكالة الفضاء الاتحادية الروسية - روسكوزموس» السابق، إن الروبوت الجديد سيتم تدريبه على استهداف دبابات «ليوبارد وأبرامز» وسيدخل للعمل في فبراير المقبل.





