انعكاسات دعم الحكومات لعنف اليمين المتطرف على أمن أوروبا

تتزايد أنشطة اليمين المتطرف في أوروبا، ما يطرح تساؤلات حول الإجراءات الأمنية التي ستتخذها الحكومات لتقويض العنف المحتمل إزاء هذا النشاط، إلى جانب دحر فعاليات الجماعات التكفيرية التي قد تنشط كسلوك مضاد لدعاية اليمين.
وقد تستخدم المشاهد المتداولة لحرق القرآن الكريم في السويد وغيرها من المواقف المتطرفة لبلورة دعاية مضادة لتحريض من يطلق عليهم «الذئاب المنفردة» والمتعاطفين مع الجماعات التكفيرية لتنفيذ هجمات، ما يخلق جبهات متنوعة للعنف يُحتمل أن تؤثر على إستراتيجيات الأجهزة الأمنية الأوروبية خلال المرحلة المقبلة.
المواقف الرسمية وخطورتها على أمن المنطقة
اتجاهات البعض نحو التطرف محسومة لصالح من نفذها، ولكن يبقى الموقف الرسمي للحكومات معبرًا عن استفحال الأزمة أو العزم على تقويضها، فمشاهد حرق القرآن الكريم، التي جرت مؤخرًا في 21 يناير 2023 أمام مقر السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم على يد متطرف دنماركي سويدي، أظهرت موافقة رسمية من الحكومة على هذا السلوك المتطرف.
ونقلت شبكة "CNN " الإخبارية الأمريكية عن المتحدث باسم شرطة ستوكهولم، أولًا أوستيرلنغ قوله إن تلك المظاهرة نظمت بعد موافقة رسمية على طلب للتظاهر ضد الإسلام، من خلال حرق المصحف إلى جانب اعتراضات على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبالتالي فإن موافقة الحكومة السويدية على حرق نسخة من القرآن الكريم تنم عن موقف غير مكترث بالآثار السلبية للتطرف بشكل عام على تزايد معدلات العنف في المنطقة، وهنا لا يقتصر العنف على احتمالات الردود الهجومية التي قد تنشأ عن الجماعات التكفيرية، ولكن تعطي تلك المواقف دلالات ضمنية لليمين المتطرف ليتزايد بوتيرة أسرع في المنطقة.
وتبقى خطورة هذا التطور معتمدة على اتجاهات التيار اليميني خلال الفترة الأخيرة ولجوئه للهجمات العنيفة كتطور لأنشطته التي تتزايد على الأرض وليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي الخامس من نوفمبر 2022 هاجم متطرف يميني يُدعى «أندرو ليك»، مركز دوفر للهجرة ومقره المدينة الساحلية الواقعة جنوب شرق المملكة المتحدة، عبر ثلاث قنابل حارقة قبل أن يقتل نفسه، ما يشير إلى تطور نوعي في نشاط اليمين المتطرف يدل على لجوئه لمواد إعلامية توحي بطرق تعلم صنع المتفجرات وكذلك الانتحار عقب تأدية الهجوم وهو ما يبدو تصعيدًا في المشهد.
حرية الرأي والمعتقدات الخلافية
ويهدد السماح لبعض التيارات في أوروبا بالإساءة للأديان السماوية والمعتقدات الراسخة، ديمقراطية المنطقة وادعاءات حكوماتها بالاعتماد على التعددية والتنوع الفكري كأساس للحكم.
ومن جهته كتب دينيس كومتات المتحدث باسم الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر " يقول إن حرق القرآن أمر مروع ويستفز مشاعر المسلمين بما يؤدي إلى نشر الكراهية والانقسامات بين الناس، مضيفًا أن أوروبا عليها أن تُظهر احترام حرية العقيدة والإيمان بذلك.
ومن جانبه أعرب الأزهر الشريف في مصر عن رفضه تلك المشاهد مطالبًا الأمة الإسلامية بمقاطعة المنتجات السويدية والهولندية ردًا على موافقة حكومتي الدولتين على إبراز تلك الأفعال المسيئة للدين الإسلامي ورموزه.
وأكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أن هناك خلطًا بين "حرية الرأي والتعبير" و"إساءة الأدب".