ad a b
ad ad ad

حرق القرآن الكريم.. مَن يُغذي الكراهية في السويد؟

الأربعاء 25/يناير/2023 - 03:52 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

اعتاد رموز اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية وغيرها، خلال السنوات الأخيرة الإعلان عن تنظيم وقفات لإشعال النيران في نسخ من القرآن الكريم، داخل أحياء المهاجرين التي يسكنها عدد كبير من المسلمين، وغالبًا ما يتم التصدى لهذا من قبل الشرطة، لكن في بعض الأحيان يتم التسامح معها باسم حرية التظاهر على الرغم من التوترات الشديدة التي تسببها تلك المسيرات.

ووصف وزير خارجية البلد الأوروبي توبياس بيلستروم، الاستفزازات المعادية للإسلام بأنها "مروعة"، وذلك بعد أن قام ناشط ينتمي لليمين المتطرف بإحراق المصحف قرب السفارة التركية، السبت 21 يناير، وسط احتجاجات متصلة بسعي السويد إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، مضيفًا أن بلاده لديها حرية تعبير بعيدة المدى، لكن هذا لا يعني أن الحكومة أو هو نفسه يدعم الآراء التي يتم التعبير عنها.

وكرد فعل لمثل هذه الممارسات تتصاعد التوترات وأعمال الشغب في الكثير من المدن السويدية، إذ إن المتابع لأنشطة اليمين المتطرف في أوروبا، يمكنه أن يدرك بسهولة، أن تلك الجدلية المستمرة، بين دعاوى حرية التعبير من جانب، والاتهامات بازدراء المقدسات الدينية من جانب آخر، ما تلبث أن تهدأ في بقعة أوروبية حتى تندلع في بقعة أخرى.

ومن قبل، حذرت مؤسسة الأزهر الشريف في مصر من عواقب الإقدام على حرق نسخ من القرآن الكريم، وتعمد تكرار هذا الفعل المشين رغم خروجه على كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على ضرورة الالتزام باحترام مقدسات الشعوب وعقائدهم وأديانهم، مشددًا على أن التعدي على المقدسات الدينية ليس من حرية التعبير لا في قليل ولا في كثير، وإنما هو رِدة حضارية وهمجية تضرب بالقيم الإنسانية عرض الحائط، وتعود بالسلوك البشري إلى عصور الظلام، وتغذي مشاعر العنف والكراهية، وتقوِّض أمن المجتمعات واستقرارها.

وكرر الأزهر دعوته لضرورة سن تشريعات دولية تمنع الإساءة للمقدسات الدينية وللأمم والشعوب وكفالة الضمانات اللازمة لحماية حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها.

اليمين المتطرف والكراهية

استثمر اليمين المتطرف في السويد بمهارةٍ، حماقةَ المتعصبين دينيًّا في تسويق نفسه، ومن ثم استطاع الفوز في الانتخابات التي شهدتها البلاد نهاية العام الماضي.

 ولممارسات اليمين المتطرف الذي تتزايد نفوذه في المجتمع السويدي الكثير من العواقب والمخاطر، إذ يُشكّل السويديون من أصول مهاجرة ما يزيد على 16% من عدد سكان البلاد، وأصبحوا جزءًا فاعلًا ومؤثرًا في الحياة.

ويمكن أن تعزز سياسة اليمين المتطرف، ظاهرة نشوء مناطق سكنية (كانتونات)، تضم سكانًا يتبعون تصنيفا خاصًا فقط، الأمر الذي قد يتسبب في تفكك النسيج الاجتماعي في السويد؛ وقد يؤدّي التطرف اليميني، لدى فئات من المجتمع السويدي، إلى تنامي تطرف مضاد في البيئات المهاجرة.

ولا يمكن تجاهل تنامي الكراهية والتمييز؛ لأنه يُضعف كثيرًا من فعالية برامج الإدماج، ومن قوة الأصوات المنادية بضرورة دمج المهاجرين داخل المجتمع السويدي من الطرفين، إضافة إلى زيادة حالة الاستقطاب العالي للتطرف داخل فئة الشباب، الأمر الذي قد يؤسس لمستقبل أشد تطرفًا وعنفًا.

الكلمات المفتاحية

"