محاولات ألمانية لردع إرهاب إيران تصطدم بعقبة العلاقات الاقتصادية
تُناقش السلطات الألمانية، فرض عقوبات على إيران بسبب ممارسات نظام الملالي القمعية ضد الشعب، ألا أن برلين تواجه مأزقًا، ما بين سعي الحكومة الألمانية للحصول على استثمارات عن طريق شركاتها في طهران، وبين مطالب البرلمان بسرعة فرض عقوبات على الدولة الأسيوية.
وتدين السلطات الألمانية عنف شرطة نظام الملالي ضد المحتجين الإيرانيين، مؤكدة أنها تدرس مع الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب، وهى خطوة وصفتها طهران بأنها "غير مسؤولة".
توتر العلاقات
ودعا المستشار الألمانى، أولاف شولتز، الاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2022 لوضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات المتطرفة، فيما وصف ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تصريحات "شولتز" بشأن الاحتجاجات في إيران بأنها "تدخلية واستفزازية وغير دبلوماسية".
واستكمل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قائلا: "تخريب العلاقات التاريخية له عواقب بعيدة المدى"، متابعًا: "مطالب إيران من السلطات الألمانية، في مجال حقوق الإنسان، قائمة طويلة، لذلك فإن ألمانيا هي التي يجب عليها الكشف عن ماضيها بمسؤولية".
ودعا "كنعاني" المسؤولين الألمان لما وصفه بإعادة العقلانية إلى أجواء العلاقات ومنع زيادة ارتباكها، معتبرًا أن الاحترام والمصالح المتبادلة هما السبيل الوحيد للتعاون المستدام.
ما هو الحرس الثوري؟
الحرس الثوري الإيراني، هو هيئة عسكرية موازية للجيش تشكلت خلال الثورة الإسلامية في إيران، عام 1979م، ولها فروع جوية وبرية وبحرية ومعنية بحماية النظام الإيراني.
وساعدت وحدة العمليات الخاصة التابعة للحرس الثوري، المسماة بـ"فيلق القدس"، في إنشاء جماعات مسلحة تعمل بالوكالة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
مطالب بحظر الحرس الثوري
وفي السياق ذاته، تحرك عدد كبير من البرلمانيين الألمان بداية العام الماضي 2022، مطالبين بوضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الحظر، وقالت ممثلة الحزب الديمقراطي الحر في البرلمان "رناته إلت": إنه يجب إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية فورًا".
كما دعا 43 عضوًا بالحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى إدراج الحرس الثوري في قائمة الحظر، كذلك نظمت مجموعة من النشطاء السياسيين في برلين اعتصامًا أمام البرلمان الاتحادي الألماني، وطالبوا السلطات الألمانية إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، قالت في أكتوبر 2022، إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدرسان إضافة الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة المنظمات الإرهابية، كما اعلنت برلين أنها ستفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران خارج حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، فى تصريحات لمحطة "ARD" في ألمانيا: "لقد أوضحت أننا سنطلق حزمة أخرى من العقوبات، وأننا سنبحث في كيفية إدراج الحرس الثوري كمنظمة إرهابية"، وجاءت تلك التصريحات بعد أيام قليلة من إصدار الخارجية الألمانية بيانا تعهدت فيه بإعادة ترتيب العلاقات مع إيران.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية في البيان: "لا يمكن أن يكون هناك عمل معتاد في علاقاتنا الثنائية مع دولة تتعامل مع حياة مواطنيها بمثل هذا الازدراء"، مضيفة: "لقد استخدمت الأسابيع الماضية في بذل جهود مكثفة لإجراء مراجعة نقدية للأدوات المتبقية في مجال التجارة والتمويل، بما في ذلك العلاقات التجارية التي لا تزال قائمة مع البنوك الإيرانية".
وتابعت: "الحوار الثنائي لا يزال قائمًا، في مجال الاقتصاد والطاقة، الأمر نفسه ينطبق على المؤسسات الثقافية الألمانية والمعلمين العاملين في إيران، وسنعمل على تقليل وجودهم بشكل كبير.
حجم التبادل التجاري بين الجانبين
بحسب تقديرات الحكومة الألمانية، بلغ حجم التبادل التجاري بين ألمانيا وإيران في الفترة من يناير إلى يوليو عام 2022، ما يقرب من 1072 مليون يورو، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 4٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق عليه (1035.5 مليون يورو).
وفي الأشهر السبعة الأولى من عام 2022، صدرت ألمانيا ما قيمته 885 مليون يورو إلى إيران، بزيادة قدرها 3٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي (856 مليون يورو)، ومن ناحية أخرى، بلغت صادرات إيران إلى ألمانيا ما يقرب من 187 مليون يورو وزادت أيضًا بنسبة 4٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 179 مليون يورو.





