عشوائي ولا جديد فيه.. قراءة في أول إصدارات داعش العراق بالعام الجديد
بثت المنابر الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي، السبت 7 من يناير الجاري أول إصداراته خلال عام 2023م عن عملياته القتالية في العراق بعنوان (فتربصوا إنا معكم -2)، وجاء الإصدار في وقت يعاني فيه التنظيم من حالة تراجع على مستوى جميع مناطق نفوذه خاصة العراق.
تفاصيل الإصدار
ركز الإصدار على
الاستعانة بفيديوهات قديمة لعمليات قتالية سابقة بعضها وقع عام 2022م، وبعضها قبل
ذلك في العديد من المحافظات العراقية، وكثف الإصدار حديثه على قوات الحشد الشعبي
وعمليات التنظيم ضده، كما استعان بعدد من الكلمات الصوتية لبعض قياداته وأغلبهم من
المتحدثين السابقين للتنظيم مثل: كلمة لأبي عمر المهاجر، وكلمة لأبي محمد العدناني،
وأبي سعيد الشامي وأبي الحسن المهاجر.
وجاءت أغلب الكلمات موجهة إلى الحشد الشعبي، وإيران، يليهما جهاز الشرطة.
ملاحظات على الإصدار
تبلغ مدة الإصدار حوالي 48 دقيقة، ليس فيه أي جديد، فهو عبارة عن مجموعة
فيديوهات يبدو أنه تم اختيارها بصورة عشوائية مع الاستعانة بإضافة كلمات صوتية
قديمة عليه لقيادات من التنظيم، تحاول أن تثبت أن التنظيم يكثف عملياته في العراق،
باستخدام الأسلحة
التقليدية والخفيفة، التمويه التقليدي الذي يفتقر إلى تلك الموجودة في الإصدارات من
سوريا.
كما يلاحظ أيضًا
أنه لا توجد هجمات واسعة النطاق، حتى الهجمات على قوات الجيش والشرطة الفيدرالية ونقاط
الحشد التي يسيطرون عليها كانت في الغالب صغيرة وبعيدة ومعزولة أو كانت بالفعل مهجورة.
ويحاول التنظيم
إثبات أنه لا يبالي بشيء فجاءت أغلب المقاطع المصورة التي استعان بها لإظهار أن
عناصره لا تخشى المواجهات وتعمل في وضح النهار، وأنهم من ذوي الخبرة والتدريب
الجيد على حمل السلاح.
الهجوم على
إيران
يبدأ الإصدار
بمهاجمة الجمهورية الإيرانية ويصفها
بالدولة الصفوية، وأتباعها في دولة
العراق، مهددًا بتنفيذ عمليات ضد المصالح
الإيرانية سواء في العراق أو داخل إيران نفسها، رغم أن عمليات التنظيم في الداخل
الإيراني محدودة للغاية، وتكاد تكون معدومة، فقد وقع هجوم واحد فقط لتنظيم داعش في
الأراضي الإيرانية خلال عام 2022م، وهو الهجوم الذي شهده ضريح شاه جراغ في مدينة شيراز
جنوب البلاد في أكتوبر الماضي وأسفر عن مقتل وإصابة 60 شخصًا- بحسب إحصاءات التنظيم-.
إظهار القوة
ورغم اعتراف التنظيم نفسه بتراجع عملياته في العراق خلال 2022م، في العدد
الأخير من مجلته النبأ الأسبوعية، والتي أكد فيها أن العراق جاء في الترتيب الثاني
لهجماته بعد نيجيريا، بواقع 484 هجومًا، أسفرت عن مقتل وإصابة 833 شخصًا بينما
كانت تحتل المركز الأول عام 2021م بواقع 1127 هجومًا، أسفر عن مقتل وإصابة 2093.
لكن جاء الإصدار لتبرير هذا التراجع، بمحاولة إثبات أنه في مرحلة كمون لا
يريد فيها إهدار جهوده وأسلحته في الفراغ بقدر ما هي مرحلة تكتيكية يعود بعدها إلى
سابق قوته.





