في ذكرى مقتل «سليماني».. إيران تحارب «طواحين الهواء» الأمريكية
اتهمت السلطات الإيرانية شخصيات أمريكية، بالضلوع في قتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني قاسم سليماني في عملية بالقرب من مطار بغداد في مطلع يناير 2020، وأعلنت أسماء 94 متهمًا في مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي.
ونقلت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية المقربة من الحرس الثوري الإيراني عن كاظم غريب آبادي، مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية، أمين لجنة حقوق الإنسان في إيران، في تصريحات للتلفزيون الحكومي، إن هناك قضيتين جنائيتين مفتوحتين في النظام القضائي العراقي والنظام القضائي الإيراني للتعامل مع تلك الجريمة، مبينًا أن التحقيقات تجري في مكتب المدعي العام للشؤون الدولية بطهران.
الإيرانيون يرفضون تمجيد سليمانى
وكان
الجيش الأمريكي قد نفذ عملية استهداف لقائد فيلق القدس التابع للحرس
الثوري الايراني، قاسم سليماني بضربة صاروخية قرب مطار بغداد الدولي في
الثالث من يناير عام 2020، ما أدى إلى مقتله ومقتل نائب رئيس هيئة الحشد
الشعبي في العراق، أبو مهدي المهندس، فيما تعهدت إيران بالانتقام لمقتله
وهو ما لم يحدث.
وخلال
السنوات الثلاث الماضية سخرت طهران المؤسسات الحكومية وأنفقت مبالغ طائلة
من أجل إحياء ذكرى «سليماني»، حيث تم تثبيت صوره على جدران المبانى
الحكومية والسكنية وعلى لوحات إعلانية بالمدن والمناطق المختلفة.
ولم
يحظ هذا العمل برضا المتظاهرين خلال الانتفاضة التي عمت البلاد منذ منتصف
سبتمبر 2022، إذ انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتمزيق
وحرق صور وتماثيل سليماني.
وفيما
طالب المرشد الإيراني علي خامنئي بما سماه «الحفاظ على الخصائص الشخصية
والعملية لقاسم سليماني باستخدام جميع أنواع الفنون، وأبدى المسؤولون
الإيرانيون أسفهم على فقدان سليماني، فإن المتظاهرين اعتبروا صوره رمزًا
لبطش النظام، نظرًا لتورطه في قمع التظاهرات سابقًا وفي الإرهاب الدولي في دول
الجوار.
فزع إيراني
ومنذ اغتيال قاسم سليماني تعهد كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم علي خامنئي بالثأر من المسؤولين الأمريكيين المتورطين في عملية الاغتيال التي شكلت ضربة قوية للمؤسسة العسكرية الإيرانية، لأنه قائد فيلق القدس، وكان الذراع الخارجية للحرس الثوري، والمسؤول عن دعم الجماعات المسلحة الموالية لنظام الملالى في العديد من الدول مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتسبب مقتله في إرباك خطط طهران.
وأفزع مقتل سليماني طهران ودفعها للكف عن استفزاز الأمريكيين لفترة طويلة، فيما استخدم الأمريكيون هذا الحادث لتهديد خصومهم فقد هدد مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، بقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا استخدم السلاح النووي، مبينًا أن الخطوة ستكون بمثابة «توقيع على مذكرة انتحاره»، حسب وصفه، قائلًا: «اسألوا قاسم سليماني»، مستغلًا ما فرضته هذه الحادثة من مصداقية على التهديدات الأمريكية للخصوم حول العالم.





