أصفهان تشتعل والنظام الإيراني يعجز عن وقف التظاهرات
تشتعل مدينة أصفهان جنوب العاصمة الإيرانية طهران بالاحتجاجات ضد قمع ميليشيات الباسيج والحرس الثوري الإيراني للمتظاهرين على مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني منذ سبتمبر 2022، إذ انتشرت القوات الأمنية لمواجهة المحتجين، ووقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر قوات الأمن وأهالي المدينة.
وأعلن نائب قائد فيلق صاحب الزمان بمحافظة أصفهان، مرتضى عمو مهدي، مقتل عنصر من ميليشيات الباسيج التابع للحرس الثوري الإيراني خلال احتجاجات مدينة سميرم، التابعة لأصفهان، بعد الاشتباكات الأخيرة التي عمّت شوارع المدينة الإيرانية وسط البلاد.
تحدي للنظام الإيرانى
وتمثل الاحتجاجات الدامية في مدينة أصفهان تحديدًا تحديًا للنظام الإيراني بسبب التكوين السكاني للمدينة، فهي من معاقل القومية الفارسية ومعتنقي المذهب الشيعي الإثنا عشري، أي أنها تشكل إحدى الحواضن التقليدية للنظام ومعقل للجمهور التقليدي المؤيد لحكم المرشد الأعلى.
واعتقلت السلطات بعض ذوي قتلى الاحتجاجات الشعبية في أصفهان، في حين تجمع الأهالي أمام المنازل بحسب موقع «إيران انترناشيونال» المعارض.
وبعدما أقيمت مراسم أربعين علي عباسي، أحد ضحايا الانتفاضة الشعبية في سميرم وخلال الحفل أطلق المشاركون بالونات وأنشدوا الأغاني، وهتفوا: «الموت لخامنئي، اللعنة على الخميني»، وعلى الفور هاجمت القوات الأمنية منازل ضحايا الاحتجاجات واعتقلت شقيقة علي عباسي، وشقيقي مراد بهراميان.
ولا يتخذ النظام الإيراني نفس الإجراءات القمعية تجاه السكان من العرقية الفارسية وأتباع المذهب الشيعي كالإجراءات التي يتخذها ضد المناطق ذات الغالبية الكردية في الغرب أو المناطق ذات الغالبية البلوشية في الجنوب الشرقي، حيث يفتح المسلحون المؤيدون للنظام نيران أسلحتهم بعشوائية على السكان، لكن منطقة مثل أصفهان يحاول النظام احتواء التظاهرات فيها، ورغم استخدامه القتل والتعذيب لكنه لا يلجأ إلى الأساليب العسكرية كقصف المدن بالطائرات المروحية والمسيرة، كما يحدث في غرب البلاد مثلًا.
إستراتيجية احتوائية فاشلة
وتعد أصفهان إلى جانب طهران وشيراز من مدن وسط البلاد التي انتفضت مبكرًا ضد النظام وطالبت بإنهاء حكم المرشد المتشدد، وحاول النظام اتباع إستراتيجية احتوائية في تلك المدن عبر الزعم بوجود تنظيم «داعش» الإرهابي هناك، بخلاف مناطق القوميات الأخرى التي ادعى مسؤولية جماعات انفصالية عن العنف فيها، ولم تفلح السلطات في الحالتين في وقف الاحتجاجات.
ولجأت السلطات الأمنية إلى أساليب العنف وتكميم الأفواه والحجب، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين، واعتقال طلاب الجامعات وحتى تلاميذ المدارس، ما أدى إلى مقتل المئات في تلك الحملات الأمنية التي يشارك بها مسلحون مدنيون ضمن ميليشيات مدفوعة من قبل عناصر في النظام الحاكم.
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر 2022، تحركات احتجاجية إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد لبس الحجاب الإسلامي بالبلاد، وقد قتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تطالب برحيل المرشد وإنهاء حكمه.





