ad a b
ad ad ad

أفغانستان.. دلالات تجدد المواجهات بين طالبان وجبهة المقاومة في بنجشير

الأحد 01/يناير/2023 - 09:16 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

تجددت المواجهات مرة أخرى بين حركة طالبان الأفغانية وجبهة المقاومة الوطنية في بنجشير بقيادة أحمد مسعود، إذ هاجمت الحركة مواقع للجبهة، واستمرت المعارك بين الجانبين لمدة 30 ساعة متواصلة، فيما قتل العشرات من الجانبين وفق تقارير محلية.

أفغانستان.. دلالات

هجمات برية وجوية

 

صبغة الله أحمدي، الناطق باسم جبهة المقاومة، أكد أن حركة طالبان نفذت عدة هجمات برية وجوية على مواقع للجبهة في أندراب بغلان شمال شرق أفغانستان، وتم صد هذه الهجمات التي وقعت في قرى "خوج" و "تغناك" و "باغديرا" في أندراب.

 

ووفق تقارير صحفية محلية، فإن المواجهات بين الجانبين أسفرت عن مقتل قياديين في جبهة المقاومة مع 20 من رجالهما بعد معركة استمرت 30 ساعة مع طالبان، كما قُتل 30 عنصرًا من طالبان، وأصيب 28 آخرون.

 

وقال زعيم جبهة المقاومة الوطنية، أحمد مسعود، ردًّا على مقتل اثنين من قادة الجبهة ورجالهما في المعركة مع طالبان في أندراب بغلان: «سننتقم لدمائهم من طالبان».

 

ونشر أحمد مسعود، زعيم جبهة المقاومة الوطنية، رسالة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يشيد فيها بمعركة القائد بالجبهة «خير محمد اندرابي» ورجاله حتى آخر رصاصة ضد طالبان، وقال مسعود: «ليعلم العدو أننا لن نهزم ولن نعود أبدًا من الطريق الذي اخترناه».

 

وكانت المواجهات استمرت بين الجانبين منذ صعود «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان أغسطس 2021 ، وفي مايو الماضي أعلنت الجبهة أنها بدأت هجومًا كبيرًا على «طالبان» في عدد من ولايات شمال أفغانستان، بينها إقليم بنجشير، وأكدت أنها حررت 3 مناطق، فيما نفت حركة طالبان حدوث أي عمل عسكري في البلاد.

 

وكان هذا الهجوم هو الأول الذي تشنه مجموعة مسعود منذ سقوط معقله وادي بنجشير (80 كم شمال كابل) في سبتمبر، وذلك بعدما دارت عدة معارك بين قوات المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود (نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود) ومقاتلي حركة طالبان الحاكمة في كابل.

أفغانستان.. دلالات

مؤشرات التصعيد

 

يشير التصعيد الأخير بين حركة طالبان وجبهة المقاومة الوطنية في بنجشير إلى اتساع الفجوة بين الطرفين، لكن اتساع الفجوة مع «طالبان» لا يشمل جبهة المقاومة الوطنية وحدها، ولكن هذه الفجوة تتسع أيضًا مع جميع قوى المعارضة بسبب قرارات الحركة الأخيرة التي تمنع عمل وتعليم المرأة والتي عرضت لحكومة طالبان إلى انتقادات واسعة داخليًّا وخارجيًّا.

 

ورغم الحديث عن جهود وساطة بين طالبان وجبهة المقاومة وإمكانية التفاوض والوصول إلى خيار التهدئة، فإن السياسة التي تتبعها الحركة تجعل أي جهودة للتهدئة مستبعدة، خاصة أن الحركة تتفق مع قوى المعارضة الأخرى في ضرورة التصدي لسياسة طالبان التي ستعيد أفغانستان إلى عصور الظلام.

 

وكانت هناك محاولات سابقة للتفاوض بين الطرفين، حيث عقد الجانبان اجتماعًا بين أحمد مسعود ووزير خارجية طالبان أمير خان متقي أعقبته مناقشات غير رسمية بين الجبهة الوطنية للمقاومة ووفد طالبان في يناير في طهران، إلا أن هذا الاجتماع لم يسفر عن أي تقدم بسبب النقاط الخلافية بينهما.

 

وتمثل القرارات الأخيرة التي اتخذتها طالبان، إضافة إلى محاولات السيطرة على إقليم بنجشير من خلال تدشين مواقع عسكرية، والهجمات الأخيرة التي شنتها ضد الجبهة، فضلًا عن مطارة جنود الحكومة السابقة، عائقًا كبيرًا أمام إجراء حوار وطني يجمع بين الحكومة وقوى المعارضة ورموز الحكومة السابقة.

الكلمات المفتاحية

"