هجمات أمريكية مكثفة ضد «داعش» لوقف تمدده في سوريا
بالتزامن مع تصعيد قوات الأمن العراقية عملياتها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، لوقف تمدده ومحاصرته، كثّفت قوات التحالف ضد التنظيم بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» من عملياتها في الداخل السوري، إذ حجمت العمليات والغارات الجوية المتتالية من تراجع قدراته هناك، على الرغم من أنه لا يزال يحتفظ بقدرته على تنفيذ عمليات في الداخل السوري.
تصعيد ضد داعش في سوريا
وكثّفت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، العمليات مؤخرًا ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في الداخل السوري، إذ نفذت نحو 12 عملية، ما بين غارات جوية عن طريق المروحيات أو عمليات أرضية، لقتل وأسر قيادات التنظيم، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير وملحوظ في قدراته بدرجة كبيرة في المنطقة، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقدراته على تنفيذ عمليات نوعية، بحسب البنتاجون.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أشار مسؤولون في القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط، إلى تنفيذ عشر عمليات وغارات على الأقل.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل «جو بوتشينو» إن القائمة تضمنت ثلاث عمليات تم تنفيذها، مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أسفرت عن القبض على ستة من عناصر التنظيم الإرهابي.
مخاطر كثيرة على الأرض
وأسفرت الغارات الامريكية أيضًا عن سقوط ما وصفه الجيش الأمربكي بأنه مسؤول إقليمي كبير في «داعش» يُعرف باسم «الزبيدي»، في حين اعتبرت الصحيفة الأمريكية أن الوضع لا يخلو من مخاطر كثيرة.
ولفتت «وول ستريت جورنال»، إلى وجود قوات أمريكية ظلت على الأرض في ميدان المعركة لمدة ثلاث ساعات، واشتبكت خلالها مع عناصر «داعش» في عمليات تبادل إطلاق نار مكثف، أسفر عن اعتقال عدد من العناصر، وجمع معلومات استخباراتية عن الموقع.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكولونيل «جو بوتشينو»: "تم التخطيط لكل عملية بإحكام، وأخذنا في الاعتبار مخاطر هذه الغارات، بعد أن قمنا بتقييم تلال من المعلومات الاستخباراتية".
واعتبر «بوتشينو»، أن الغارات تعكس وتيرة متزايدة من العمليات، ولكنها ليست نتيجة لاستراتيجية أكثر عدائية لتعقب التنظيم، إذ إن هناك أيضًا عوامل أخرى تسمح بتنفيذ هذه العمليات من دون مخاطر كبيرة تتعلق بسقوط ضحايا مدنيين أو الإضرار بالبنية التحتية.
القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال «مايكل إريك كوريلا»، أكد أن تنظيم داعش «الإرهابي» بينما تراجع بدرجة كبيرة في العراق وسوريا، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقدرته على تنفيذ عمليات في المنطقة، مضيفًا: «نعلم أن الجماعة لديها الرغبة في الضرب خارج المنطقة».
وحذّر خبراء ومسؤولون أمريكيون سابقون، من أن هذه الغارات لن تكون قادرة وحدها على وقف تمدد الجماعة الإرهابية في سوريا، لا سيما في خضم الأزمة الاقتصادية الطاحنة والتسوية السياسية المتعثرة للحرب التي تدور منذ قرابة 12 عامًا.
وقال «أندرو تابلر»، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والمسؤول السابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، والذي تولى الإشراف على ملف السياسة السورية في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، إن بلاده مضطرة إلى توجيه المزيد من الضربات، منوهًا إلى أن السبب في تفاقم التهديدات إلى المشكلات الاقتصادية وغياب التسوية السياسية، كما أن واشنطن تتجاهل السبب الأول، فيما تعتمد فقط على شن الهجمات كنوع من العلاج بالمسيرات.





