ad a b
ad ad ad

تعليق تعليم الفتيات يزيد عزلة «طالبان».. والأزهر: مناقض للشريعة

الخميس 13/أبريل/2023 - 02:08 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

في قرار صادم، فرضت حركة طالبان الأفغانية حظرًا على التحاق الفتيات بالجامعة، ما أثار استنكارًا دوليًّا وخيبة أمل قوية في أوساط الشباب في البلاد، إذ أعلن وزير التعليم العالي فى حكومة الحركة، ندا محمد نديم، أن القرار سيطبق فوريًّا.

 

ودافع وزير التعليم العالي في حكومة طالبان، عن القرار قائلًا: إنه أصدر المرسوم في وقت سابق هذا الأسبوع لتجنب الاختلاط بين الجنسين في الجامعات، ولأن بعض المواد التي يتم تدريسها تنتهك مبادئ الإسلام، وفق قوله.

 

مزيد من العزلة


يأتي القرار ليزيد من عزلة حكومة طالبان الأفغانية التي لم تحصل على اعتراف دولي بشرعية حكومتها، حيث أثار القرار الاستياء محليًّا ودوليًّا.


محليًّا، أدان رموز في الحكومة السابقة وبالمعارضة الأفغانية القرار مشيرين إلى أنه يكشف عن الوجه الحقيقي لطالبان، كما شهدت الجامعات الأفغانية موجة استقالات واسعة اعتراضًا على القرار.


ودوليًّا أعربت العديد من الدول عن رفضها للقرار، إذ قال توماس ويست، المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، إن على العالم أن يتحد ضد سياسة طالبان هذه، وكتب في تغريدة على "تويتر" إن المجتمع الدولي يجب أن يكون إلى جانب النساء الأفغانيات.

 

فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن «طالبان» ستدفع ثمنًا غاليًا إذا لم تتراجع عن قرار منع تعليم الفتيات.

 

كما أدان نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، القرار قائلًا إنه سيكون له عواقب مهمة على طالبان وعزل هذه المجموعة عن المجتمع الدولي.

 

وقال برايس في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية الأمريكية إن هذا القرار «الذي لا يمكن تبريره» لطالبان سوف يسلب الشرعية التي تتوقعها هذه المجموعة من المجتمع الدولي.

 

ومن جهته أعرب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء تعليق حركة طالبان تعليم الفتيات في أفغانستان.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة في بيان إن جوتيريش يؤكد مرة أخرى أن حرمان الفتيات من التعليم لا ينتهك الحقوق المتساوية للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون له أيضًا تأثير مدمر على مستقبل أفغانستان.

 

وعلى نفس الصعيد أدان حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، القرار، وقال في بيان إن عمل طالبان مخيب لآمال منظمة التعاون الإسلامي.

 

أما وزارة الخارجية السعودية، فقد أعربت عن "استغراب وأسف" المملكة لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، بقيادة حركة طالبان، بمنع الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي.

 

ودعت الوزارة في بيان، الحكومة الأفغانية المؤقتة، إلى التراجع عن القرار، قائلة إنه: «يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية، ويتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم، الذي يسهم بدعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها الشقيق».

 

قرار يتناقض مع الشريعة

 

وفي مصر قال شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب: «إن الأزهر يأسف أشدَّ الأسف لصدور قرار من السُّلْطات في أفغانستان بمنع الفتيات الأفغانيَّات من التعليم الجامعي»، مؤكدًا أنه قرارٌ يتناقض والشريعة الإسلاميَّة، ويصدم دعوتها الصَّريحة للرجال والنِّساء في أن يطلبوا العلم من المهدِ إلى اللَّحدِ.


وأضاف أن دعوة الإسلام أثمرت عقولًا جبَّارة من نوابغ النساء في تاريخ الإسلام العلمي والسياسي والثقافي وما زالت مصدر فخر وإعجاب لكل مسلم مخلص لله ورسوله وشريعته.


وأكد شيخ الأزهر أن هذا القرار الصادم لضمائر المسلمين وغير المسلمين ما كان ينبغي ولا يليق أن يصدر من أي مسلم، فضلًا عن أن يتمسَّك به ويزهو بإصداره، قائلًا إنه ومعه علماء الأزهر قاطبةً، وهم مُنتشرون في بقاع الأرض كلها يعبرون عن رفضهم لهذا القرار واعتباره قرارًا لا يمثِّلُ شريعة الإسلام، ويتناقض جذريًّا مع دعوة القرآن الكريم.


وحذر شيخ الأزهر المسلمين وغير المسلمين من أن يعتقدوا أو يظنوا أو يتوهَّموا أن القول بتحريم تعليم النساء والفتيات أمر يقره الإسلام، وإنَّما ينكره أشدَّ الإنكار، وهو سلب لحقٍّ من الحقوق الشرعية التي كفلها الإسلام للنساء كما كفلها للرجال، سواء بسواء، والقول بغير ذلك افتراء على هذا الدٍّين القَيِّم، مشيرًا إلى أن الإسلام هو الدين الذي فرض طلب العلم على كل مسلمٍ ومسلمةٍ.

 

 

"