ad a b
ad ad ad

نشاط جيش تحرير البلوشستان الإرهابي في باكستان

الأحد 25/ديسمبر/2022 - 05:31 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

برزت على مدار التاريخ، الكثير من الحركات الانفصالية حول العالم، التي تطالب بالاستقلال وقد تتبنى تلك الحركات أساليب سلمية أو غير سلمية، وسيلةً للتعبير وفرض موقفها، كالتمرد والمقاومة للنظام السائد بهدف التوجه نحو الانفصال، وكذلك عدم قبول أفكار وسياسات السلطة المركزية واللجوء إلى العنف باستعمال السلاح وإنشاء الميليشيات العسكرية، وهذا ما يحدث بالفعل في إقليم البلوشستان الذي أسس جيشًا لتحقيق حلم الانفصال عن باكستان.

 

تنظيم انفصالي مسلح

 

يعد جيش تحرير البلوشستان، حركة متمردة سرعان ما تحولت إلى تنظيم انفصالي مسلح يقوم بممارسات إرهابية، ويتكون من ألف عنصر مسلح ينشطون في المناطق العرقية البلوشية من باكستان، ويتطلع إلى تأسيس دولة ذات سيادة.

 

التنظيم الإرهابي يستهدف بالأساس أفراد الجيش الباكستاني، ويرفض الالتزام بالقانون والنظام العام للدولة الباكستانية، وعقب سلسلة من التفجيرات والعمليات الإرهابية، صنفت الحكومتان الباكستانية والبريطانية عام 2006، التنظيم كأول تنظيم انفصالي إرهابي في إقليم بلوشستان، تلاها وتحديدًا في العام 2019م إدراج التنظيم على القائمة الأمريكية التنظيمات الإرهابية، إذ أنه يرفع شعار القتل باسم العرق والدين.

 

ظهر جيش تحرير بلوشستان للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1973م، تحت مسمى حركة بلوشستان المستقلة المتمردة حسبما أعلنت حكومة رئيس الوزراء ذو الفقار على بوتو الأولى آنذاك، ولكن سرعان ما توترت الأوضاع نتيجة اعتقال الزعيم القومي نواب خير بخش موري بتهمة قتل القاضي نواز موري في عهد الرئيس السابق برويز مشرف.

 

هجمات على المنشآت الحكومية

 

بدأ جيش تحرير بلوشستان سلسلة من الهجمات على المنشآت الحكومية وقوات الأمن في أجزاء مختلفة من اقليم بلوشستان في صيف عام 2000م، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة الهجمات التي وقعت خلال تلك الفترة، وخاصة بعد أن شارك في عدد من عمليات التطهير العرقي ضد غير المنتمين لعِرق البلوش في الإقليم.

 

وبمرور الوقت امتدت لتشمل خطوط أنابيب الغاز وأبراج الكهرباء والمنشآت الوطنية، إضافة إلى الهجمات على القوات العسكرية والأمنية والمواقع التابعة للجيش، بدعوى حرص التنظيم على تقرير مصير الشعب البلوشي وفصل إقليم بلوشستان عن باكستان؛ بسبب احتكار الحكومة لموارد الإقليم الطبيعية والتخصيص غير المتكافئ للوظائف لمواطني إقليم البنجاب على حساب البلوتش سكان الإقليم الأصليين، ولذا يطالبون بحكم ذاتي، وبناء دولة قومية مستقلة.

 

في عام 2017، أعلن تحالف منظمات المقاومة البلوشية تشكيل جبهة عسكرية مشتركة؛ حيث تحول جيش تحرير البلوش إلى جزء من ائتلاف منظمات المقاومة البلوشية، ويضم جيش تحرير البلوش، وجبهة تحرير بلوشستان، والجيش الجمهوري البلوش، والحرس الجمهوري البلوش، وتتركز عملياته حول الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.

 

ارتفع مؤشر الحوادث الإرهابية للتنظيم الإرهابي بنسبة 90% خلال عام 2021م، مقارنة بالعام الذي سبقه؛ حيث تم الإبلاغ عن 137 حادثة إرهابية في عام 2021م أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصًا، وكان وراءها جميعًا التنظيم الإرهابي.

 

مسلسل الدم

 

أسفر انفجار في 13 يناير 2021 م بمدينة تربت عن مقتل 4 أفراد من قوات الأمن، أعقبه انفجاران بمقاطعة باجور أسفرا عن مقتل شرطي، و3 جرحى، أيضًا في 27 أبريل 2020 م قُتل اثنان من الجيش الباكستاني، وأصيب 5 آخرون برصاص الإرهابيين، وفي 21 ديسمبر2020م قتل أحد أفراد الجيش الباكستاني في أثناء اشتباكات مع الإرهابيين في منطقة آواران في بلوشستان، وفي الأسبوع نفسه قتل 7 أفراد آخرين في مواجهة مع الإرهابيين في منطقة هرنائى بإقليم بلوشستان.

 

وفي عام 2021م شارك خمسة عناصر من جيش تحرير بلوشستان المحظور في تسهيل الهجوم على القنصلية الصينية، بتوفير الذخائر والأسلحة والمتفجرات، واعترف المتهمون بذلك في 11 يناير 2021م.

 

وفي 28 نوفمبر 2021م أعلن جيش البلوش المتحد تبني التنظيم العديد من الهجمات الإرهابية في إقليم البلوشستان خلال عام 2021م في كل من جوادر وتربت وهوشاب، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة الكثير من قوات الأمن.

 

كما أعلن ميجر جهرام بلوتش المتحدث باسم جبهة تحرير البلوش في مطلع  ديسمبر 2021م مسؤولية التنظيم عن الهجمات الإرهابية على العديد من المواقع العسكرية لقوات الأمن الباكستانية في الإقليم.

 

ازدياد حدة العمليات الإرهابية

 

وازدادت حدة العمليات الإرهابية مع بداية عام 2022م، ففي الثاني من فبراير 2022م أعلن جيش تحرير البلوش مسؤوليته عن عملية جانجل، التي استهدفت مقر القوات الباكستانية في نوشكي وبنجور، ونتج عنها مقتل نحو 195 من جنود الجيش الباكستاني؛ بينهم ثلاثة ضباط، ونفذتها كتيبة لواء مجيد من جيش تحرير بلوشستان، حيث هاجمت وحدتان مختلفتان مقرات نوشكي وبانجور الحدودية في آنٍ واحد، كما استولت العناصر الإرهابية على معسكرين لقوات الأمن، وكانت العملية الإرهابية ردًّا على مقتل القائد جانجل الذي قتل مع 5 آخرين في عملية لقوات الأمن في 24 سبتمبر 2021م بمدينة قلات.

 

وكان الهدف الرئيسي لعملية جانجل إظهار قدرة التنظيم على شن هجمات وضربات موجعة، وحظيت العملية بالدعم الكامل من الأحزاب البلوش المتحالفة.

 

أعقب عملية جانجل تفجير جامعة كراتشي في 26 أبريل 2022م، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة مدرسين صينيين وسائقهم الباكستاني الجنسية، وكان المنفذ امرأة وهي تعد أول انتحارية في التنظيم.

 

وفي 9 أكتوبر 2022م أصيب أربعة أفراد نتيجة انفجار في كويتا بإقليم البلوشستان، كما استهدف التنظيم قوات الكوماندوز التابعة للجيش الباكستاني في 20 أكتوبر 2022م.

 

وفي 30 نوفمبر 2022م أسفر تفجير انتحاري بالقرب من شاحنة شرطة بلوشستان في منطقة بليلي في كويتا عاصمة بلوشستان عن مقتل خمسة أشخاص بينهم شرطي وإصابة العديد من المسؤولين والمدنيين، وردًّا على ذلك شنت القوات الأمنية عملية في منطقة كوهلو أسفرت عن مقتل 9 عناصر من جيش تحرير البلوش، واعتقال 3 مسلحين، وأعلنت جبهة تحرير بلوشستان أن المقاومة مستمرة طالما هجمات الجيش الباكستاني ضد البلوش مستمرة.

 

 


الكلمات المفتاحية

"