ad a b
ad ad ad

جهود الصومال لمكافحة الإرهاب.. حرب صفرية ومعادلة ناقصة

السبت 10/ديسمبر/2022 - 06:52 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تسابق الحكومة الصومالية الزمن لاستعادة الاستقرار والأمن والقضاء على جميع أشكال الإرهاب، وذلك بالتنسيق مع المجتمع الدولي، حيث يخوض الجيش الصومالي حاليًّا حربًا عسكرية واقتصادية شاملة ضد حركة الشباب الإرهابية.

تمكنت الصومال بالتعاون مع بعض الأطراف الدولية من تحييد المئات من عناصر الحركة الإرهابية، وتحرير العديد من المناطق التي كانت تقع تحت سيطرتها لمدة طويلة، كما تمكنت الحكومة الصومالية من تجميد حسابات حركة الشباب في شبكات التحويلات المالية والبنوك في البلاد.

ودخلت القوات المسلحة الصومالية في اشتباكات عنيفة مع الحركة في قريتي جرس ماجان والحريري وسط هيران بمنطقة شبيلي الوسطى، أسفرت تلك المواجهات عن مصرع نحو 100 عنصر إرهابي، كما تمكنت القوات مؤخرًا من استهداف 21 من عناصر الشباب في قرية جالكا ساليمو بعد أن تلقى جهاز المخابرات الصومالي معلومات تفيد باستعداد عناصر الحركة لمهاجمة السكان المحليين.

في السياق ذاته، تمكنت السلطات الصومالية بالتعاون مع السكان المحليين من تحييد 97 من عناصر الحركة الإرهابية في علميتين عسكريتين وسط البلاد؛ إذ أعلن الجيش الأسبوع الماضي مقتل 50 في منطقة عيل جروف بإقليم "جلجدود و47 آخرين في علمية عسكرية نفذتها المخابرات الصومالية والأمن الوطني في بلدة البصرة.

كذلك تصدت وزارة الدفاع الصومالية الجمعة 11 نوفمبر 2022 لهجوم استهدف قاعدة عسكرية في منطقة بوردار بمنطقة هيران وسط البلاد، وأسفرت المواجهات عن مقتل 12 من عناصر الشباب الإرهابية. 

كما تمكنت القوات الصومالية من استعادة السيطرة على منطقة وبحو التابعة لمحافظة غلغدود التي تعد المعقل الرئيس للحركة منذ أكثر من 15 عامًا وتحرير قرى ورحولي، وعيل بوري، وعيل غرف بولاية غلمدغ وسط البلاد. 

واحتضنت العاصمة مقديشو الأسبوع الماضي، مؤتمرًا برئاسة وزير المالية الصومالي علمي نور بمقر وزارة المالية بحضور كل من وزيري العدل والتجارة، ومحافظ البنك المركزي، والنائب العام، ومدير المخابرات، إضافة إلى رؤساء شركات المال الخاصة، لمناقشة آليات منع وصول الأموال للحركة، وسبل حماية المعلومات الخاصة بالكيانات المالية، وتعزيز الرقابة. 

التحركات الأخيرة تؤكد ما وعد به الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، عن التزام مقديشو بمكافحة الإرهاب، وإعادة الأمن الاستقرار بالبلاد، منوها بأن الحكومة الفيدرالية تعمل جاهدة على تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، عبر إنشاء وكالات حكومية تراقب التدفق المالي، وهو ما يساعد الدولة الصومالية على اكتشاف حركة الأموال وطريقة تهريبها لصالح حركة الشباب المتطرفة، فضلا عن تطوير عمل وحدة استخبارات مالية، وإعداد قوانين تسهم في ضبط عملية تهريب الأموال.

وبحسب خبراء عسكريين تعد جهود الدولة الصومالية مؤخرا خطوة مهمة من أجل عودة الاستقرار إلى الصومال والقرن الإفريقي، ولاسيما بعد التواصل مع زعماء العشائر الصومالية والتي تشكل عاملا مهما في مواجهة حركة الشباب، مؤكدين أن الخطوة الأهم في مواجهة الإرهاب هي دعم حكومة مقديشو للعشائر والسكان المحليين في الولايات التي تعاني من نفوذ حركة الشباب الصومالية، هذا الدعم يسهم في جهود الجيش الصومالي في دحر وإنهاء الإرهاب في المنطقة، وذلك ظهر جليا من تعاون السكان المحليين بمحافظة هيران مع قوات الجيش الصومالي في استعادة السيطرة على منطقة مُقوكوري بالمحافظة والتي كانت تحت سيطرة حركة الشباب، كما حرر الجيش الصومالي بالتعاون مع السكان المحليين، مناطق بايلي، عليو، دويو، حوا طايسيلي، بورمي، كرنوي، داودو، من سيطرة حركة الشباب الإرهابية.

وأكبر تطور نوعي في مواجهة الصومال للإرهاب، أن مقديشو غيرت استراتيجيته في مواجهة حركة الشباب، حيث بدلا من الانتظار أصبحت القوات الأمنية تهاجم الحركة في عدة مناطق، وهو ما يشكل تغيرا من الموقع الدفاعي إلى الهجومي.
"