الدعاة الجدد.. تقديم الإسلام بوجهة نظر ليبرالية
الدعاة الجدد، من
الظواهر التي جذبت الملايين من الشباب، في العالم العربي بشكل عام وفي مصر بشكل
خاص، لما لها من السمات الجديدة على الدعوة، التي ظلت سنين متمثلة في أحد شكلي الإسلام
الحركى: السلفيين والاخوان، وطرحت شكلا جديدا من أشكال الدعوة إلى الدين يتسم بكونه
خارجا عن المعتاد للفكر الإسلامي، ومن أهم رموز الدعاة الجدد : خالد الجندي، عمرو
خالد، مصطفى حسني ، شريف شحاته، ومعز مسعود.
وبحسب كتاب
"الخلاف الإسلامي"، لمؤلفه الباحث "أحمد سالم"، يطلق على
الدعاة الجدد العديد من المصطلحات مثل "الدعاة الفضائيين"، أو "الإسلام
مكيف الهواء"، أو "التدين اللذيذ"، أو "إسلام السوق"، و"إسلام
البرحوازية (نسبة إلى طبقة اجتماعية ظهرت في القرنين 15 و 16، تمتلك رؤوس الأموال والحرف,
كما تمتلك كذلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على المجتمع)"، وتناولت هذه
الظاهرة العديد من الأبحاث والكتب ومنها، دراسة "الدعاة الجدد بين عصرنة
التدين وبيع الدعوة" لمركز "المسبار"، ودراسة "التدين الجديد"
لوسام لطفي، اضافة الى كتاب غربين.
ومن الكتاب الغربيين كتاب أصدره "باتريك هايني"، باحث فرنسي في الإسلام
السياسي، عمل في مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية
(سيداج) بالقاهرة، وألّف كتاب "إسلام السوق" عام 2005، وتناول فيه هذه
الظاهرة، وأهم ما تتسم به، وهو الجمهور الذي يتفاعل مع الدعاة الجدد.
ويذكر الكتاب، أن ظاهرة
الدعاة الجدد ترتكز بشكل أساسي على القنوات الفضائية، لذا فإنهم يخضعون لثقافة
الصورة وضغوطها، وانعكاس ذلك على إنتاج خطاب تجزيئي للإسلام، يتناول قضايا معينة
من الدين، وهو ما يجعل طوائف محددة هي المستمعة لهذا الخطاب، بل وهناك تنافس قوي
بين الدعاة الجدد أنفسهم في استقطاب أكبر قدر من هذه الطوائف، ما أثر في مضمون الدعوة
الإسلامية نفسها، والمحتوى الذي يقال.
ويذكر كتاب "الإسلام السوقي" أيضا، عدد من القواسم المشتركة بين الدعاة
الجدد منها أولا: المظهر الخارجي للدعاة، فيرى أنهم يهتمون بالزي المتقارب مع
الطبقات الراقية في مصر حديثا، ويرتدون العديد من الماركات العالمية، ثانيا: أدوات
الخطاب، يرى أن أهمها القنوات الفضائية، وشبكة الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي،
واستخدام النوادي الرياضية والصالونات والندوات وعدم اقتصار الدعوة على المساجد
فقط.
وفيما يخص جمهور الدعاة الجدد، فأغلبهم من الطبقة البرجوازية، ومن محتويات خطاب "الدعاة الجدد"، اختيار موضوعات مناسبة للشباب والنساء، وعدم التحدث مباشرة عن السياسة، والابتعاد عن القضايا الشائكة، والحديث دائما عن عدم تعارض المال والثروة مع الدين، والعناية بالمظاهر المادية للتقدم الحضاري، وتبسيط العبارات، والتحدث بالعامية.





