أكذوبة السيطرة العسكرية والمساعدات الإنسانية.. مزاعم إثيوبيا تهدد الهدنة مع تيجراي
الثلاثاء 15/نوفمبر/2022 - 04:13 م
محمود محمدي
في إطار اتفاق الهدنة الذي توصلا إليه في 2 نوفمبر الجاري، دخل وفدا جبهة تحرير شعب تيجراي والحكومة الإثيوبية في محادثات تتعلق بنزع سلاح مقاتلي تيجراي.
السيطرة العسكرية
فيما أكد مستشار الأمن القومي الإثيوبي رضوان حسين، كبير المفاوضين الإثيوبيين في محادثات السلام مع جبهة تيجراي، أن 70% من منطقة تيجراي الشمالية في البلاد تخضع الآن للسيطرة العسكرية، وأن عمليات تسليم المساعدات استؤنفت إلى المنطقة، وذلك في غياب تأكيد فوري من عمال الإغاثة أو المتحدثين باسم تيجراي.
ونشر رضوان حسين، المعلومات المتعلقة باستئناف المساعدات، في تغريدة على موقع تويتر، مع استمرار المحادثات بكينيا المجاورة، في وقت مارست فيه الولايات المتحدة ضغوطًا على حكومة إثيوبيا لتقديم الإعانات والخدمات الأساسية بسرعة.
وينص اتفاق «وقف الأعمال العدائية» الموقع بين الجانبين على أن إثيوبيا ستسرع بكل من المساعدات والخدمات لمنطقة تيجراي المعزولة منذ فترة طويلة، والتي تضم أكثر من خمسة ملايين شخص، حيث انخفض الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.
وقال رضوان: إن 35 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وثلاث شاحنات أدوية وصلت إلى بلدة شاير بشمال غرب البلاد، والتي سيطرت عليها القوات الفيدرالية وحلفاؤها الشهر الماضي، مضيفًا: "المساعدات تتدفق بشكل لم يسبق له مثيل، وتمت إعادة ربط الخدمات والسماح للرحلات الجوية".
تيجراي تنفي
إلى ذلك، نفت سلطات تيجراي، ما أعلنه الجيش الإثيوبي عن سيطرته على 70 بالمائة من الأراضي بإقليم تيجراي وتدفق المساعدات، بعد توقيع اتفاق سلام لإنهاء نزاع مستمر منذ عامين.
وقال جيتاشيو رضا المتحدث باسم سلطات تيجراي لوكالة فرانس برس: إن هذه التأكيدات تأتي من العدم، نافيًا وصول أي مساعدات إلى هناك.
أين الحقيقة؟
في ظل تمسك كل طرف بتصريحاته، وصعوبة وصول الصحفيين إلى إقليم تيجراي للتبين من حقيقة تصريحات الطرفين، تحدث مصدر إنساني إلى فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويّته.
وقال المصدر «إن ما ينشره رضوان عبر تويتر غير صحيح، ولا يُسمح بدخول أي مساعدات على الإطلاق، ولم تتم إعادة الخدمات ولا يُسمح بالرحلات الجوية».
المصادر الإنسانية كشفت زيف الادعاءات الإثيوبية، في ظل صراع تشهده هذه المنطقة الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا، وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك بسبب نقص الغذاء والدواء، بينما تبقى إمكانيات الحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء والمصارف والاتصالات ضئيلة جدًّا.
من جانبهم، لم يؤكد المتحدثون باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وصول شاحنات الإغاثة، فيما قال مسؤول إنساني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن منظمتهم لم تبدأ تسليم المساعدات، لأنهم ما زالوا يقيّمون أمن الطرق وينتظرون التصاريح، وفقًا لـ"فرانس برس".
على صعيد متصل، جدد مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية دعوته، إلى تسليم المساعدات إلى تيجراي والمناطق المجاورة في عفار وأمهرة، التي طالتها تأثيرات بالنزاع.
وكتب المكتب على تويتر: «قال رضوان حسين في نيروبي إنه بحلول نهاية الأسبوع ستتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق كما هو متفق عليه»، مضيفًا أنه ينتظر بشكل عاجل إجراءات لاحترام وتنفيذ الاتفاق.
كارثة الحرب
يشار إلى أن توقف القتال في وقت سابق من هذا العام، سمح بدخول حوالي 8000 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وفقا للأمم المتحدة، التي وجد خبراؤها أن الحكومة الإثيوبية تستخدم المجاعة كأداة حرب.
وينص الاتفاق على أن القوات الإثيوبية ستدخل "ميكيلي" عاصمة تيجراي وتسيطر على حدود المنطقة والمطارات والطرق السريعة.
ولا تزال اتصالات الهاتف والإنترنت مع تيجراي معطلة، بالإضافة إلى استمرار منع الصحفيين الأجانب النشطاء الحقوقيين، من دخول المنطقة، مما يعقد جهود التحقق من التقارير الواردة من منطقة العنف المستمر.
وتفجر النزاع بين الجانبين، منذ نوفمبر 2020 عندما أرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيجراي بعد أن اتهمت جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم، بمهاجمة معسكرات للجيش الفيدرالي.
وأرغمت الحرب أكثر من مليوني شخص على النزوح من ديارهم، وأودت بأرواح ما يصل إلى نصف مليون شخص، وفق أرقام أمريكية.





