ad a b
ad ad ad

يستهدف الصحفيين ويُعذبهم.. الحوثي يحرق قلوب الأمهات بالاختفاء القسري

الأربعاء 09/نوفمبر/2022 - 11:30 ص
المرجع
آية عز
طباعة
يوم تلو الآخر، يزداد عدد المختطفين قسريًّا من قبل جماعة الحوثي، مخلفًا وراءه أمًا أو زوجة، تعاني الأمرين وتعيش في ضنك، بسبب الظروف القاسية التي تواجهها في رحلة البحث عن ذويهن المختطفين.

العدالة للمختطفين

ولهذا السبب أطلقت رابطة امهات المختطفين، لحملة بعنوان (العدالة للمختطفين)، ونفذت تلك الرابطة عدة وقفات احتجاجية، أمام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بصنعاء.

وطالبت الأمهات في وقفتهن التي جاءت بالتزامن مع اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين بمحاسبة من قام باحتجاز وإخفاء وتعذيب أبنائهن الصحفيين، وضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الانتهاكات بحقهم ومن أصدروا الأوامر بممارستها.

وذكرت الرابطة أن 6 صحفيين ما زالوا مختطفين لدى جماعة الحوثي هم: (توفيق المنصوري، عبدالخالق عمران، أكرم الوليدي، حارث حميد، نبيل السداوي، يونس عبدالسلام) والصحفي المخفي قسرًا (وحيد الصوفي) وأغلبهم تجاوزت مدة اختطافهم الـ6 سنوات، منهم أربعة مهددون بتنفيذ حكم الإعدام بحقهم، كما لا يزال الصحفي (أحمد ماهر) محتجز لدى قوات الحزام الأمني.

 انتهاكات جسيمة   

وقال بيان الوقفة أن الصحفيين المختطفين تعرضوا لانتهاكات جسيمة منها الاختفاء القسري والتعذيب الجسدي الشديد كالضرب المبرح بالعصي والأسلاك الكهربائية وأعقاب البنادق، والتعليق لساعات طويلة والصعق الكهربائي، وإدخالهم على المختلين عقليًّا والكلاب البوليسية.

وأكد البيان الرابطة، أن الصحفيين يتم إهمالهم طبيًّا، مما أثر ذلك على صحتهم البدنية بشكل ملحوظ وأصابهم بأمراض مزمنة تقلل من فرصهم العملية، كما يتعرضون للتهديد وتصويرهم بالفيديو لإجبارهم على أقوال تملى عليهم تحت التعذيب، والضغط النفسي بالمقايضة بحريتهم.

 استهداف الصحفيين

تتعمد جماعة الحوثي أن تستهدف بشكل متكرر وعنيف الصحافة والإعلام، ويتمثل الاستهداف ما بين قتل وخطف وتضييق، وسجن للصحفيين والإعلاميين، وصولًا إلى نهب وإغلاق المؤسسات الإعلامية، في خرق واضح للقانون، بالإضافة إلى محاولات مستمرة للسيطرة على قطاع الإعلام، ثم تطويعه وفق أجندة إيرانية طائفية.

خلال العام الجاري فقط، رصدت نقابة الصحفيين اليمنيين في تقرير لها ست حالات نهب وإغلاق للمؤسسات الإعلامية، ومصادرة ممتلكاتها، أبرزها إذاعة «صوت اليمن» المجتمعية، إذ اقتحمت ميليشيات الحوثي مقر الإذاعة، وعلقت البث فيها في انتهاك صريح لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي، بحسب مالكها مجلي الصمدي.

كما أعلن مرصد الحريات الإعلامية في وقت سابق، توثيق 56 انتهاكًا ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال النصف الأول من العام الجاري تنوعت بين القتل والإصابة والاعتقال والاعتداء واستهداف مؤسسات إعلامية.

وأكد المرصد أن جماعة الحوثي الانقلابية، عمدت إلى اقتحام وإيقاف عشر إذاعات خاصة بمحافظتي صنعاء وأب بقوة السلاح، وقامت بتحطيم ونهب محتويات تلك الإذاعات قبل أن يتم إيقاف بثها، فيما رصد التقرير 13 حالة انتهاك بمدينة صنعاء وحدها فقط.

المرتبة 169 في حرية الصحافة

ففي تصنيف نشرته منظمة «مراسلون بلا حدود»، يحتل اليمن المرتبة 169 من أصل 180 بلدًا، على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، فيما وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين 1504 انتهاكات منذ اندلاع الحرب في 2014، وحتى فبراير 2022، ومنذ الانقلاب الحوثي في اليمن في 2014، وحتى الوقت الحاضر، لقى 40 صحفيًّا مصرعهم، ما بين القتل العمد أثناء تغطية الأحداث أو في الطرق العامة أو داخل السجون.

 حرق قلوب الأمهات

تقول أمة الله حاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين: «إن الاختفاء القسري يعتبر من أبشع الجرائم التي يتعرض لها اليمنيون من وجهة نظري، لأنه يتم إخفاء الابن أو الزوج ولا يعلم أهله عنه شيء، وكل ما يسمعه الأهل خلال فترة الاختفاء روايات عن التعذيب والاهمال الطبي، وكل هذه الروايات تسبب الذعر والألم في قلوبنا، ويكون له واقع سيء للغاية علينا، ومعظم الذين تم اختطافهم يتم وضعهم في سجون الحوثي ما بين الشهرين حتى 6 شهور، ومنهم من يظل في سجونهم بالسنوات لا نعلم عنهم شيء».

وتتابع: «الأمهات يمتن وهن منتظرات أبنائهن، والزوجات منتظرات والأبناء يكبرون، فنحن نعيش في معاناة شديدة جدًا، وحتى الآن فقدنا 6 أمهات، وهن ينتظرن خروجهم من السجن».
 
وأضافت: «الاختفاء القسري الذي تمارسه الحوثي، من أبشع أنواع التعذيب الذي يتعرض له الأهل وعلى الرابطة بالأخص، لأننا نقوم بعمل بحث كبير وننتظر خروج أي شخص حتى نسأله هل رأى الشخص المُختطف، ونبدأ في رحلة جديدة وأخرى للبحث الميداني عنه، ونقوم بتسجيل شهاداتهم وسؤالهم هل شاهدوا هذا المُخفي أو لا وهل ما زال على قيد الحياة؟».

وواصلت: «الحوثي أحرق قلوب الأمهات، فإذا أرادوا سلامًا حقيقيًّا، فالسلام يبدأ من قلوب الأمهات».


"