ad a b
ad ad ad

في سرية تامة.. بريطانيا تستقبل أول داعشية عائدة من مخيمات سوريا

الثلاثاء 18/أكتوبر/2022 - 09:03 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

ظلت قضية عودة الدواعش إلى بريطانيا محل رفض طويل من الحكومات المتعاقبة، قبل أن تكشف صحيفة الجارديان في 13 أكتوبر 2022 عن تطور جديد بالملف، إذ استعادت السلطات البريطانية سيدة وطفلها من مخيمات داعش بسوريا لأول مرة.

وكتب الممثل الخاص لبريطانيا في سوريا،جوناثان هارجريفز على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر أن السلطات البريطانية سهلت عودة مواطنة وابنها من سوريا مع مراعاة جميع التدابير المتعلقة بالأمن القومي، مشددًا على أن حكومة بلاده ملتزمة بدراسة كل حالة على حدة.

العودة السرية الأولى

تعد عودة تلك المرأة البريطانية وابنها هي الأولى من نوعها، ومع ذلك تتكتم السلطات على التفاصيل الشخصية للسيدة العائدة، وسط تصريحات للخارجية بأن الأجهزة المعنية تتولى دراسة كل حالة ومراعاة الظروف الخاصة لها.

فيما نقلت صحيفة الجارديان عن منظمة حقوقية معنية بالملف وتعنى (ريبريف) ان السيدة العائدة في سرية كانت ضحية لعملية اتجار جنسي نفذها أحد أقاربها وكانت حينها صغيرة بالسن.

تداعيات إعادة الدواعش لبريطانيا

نظرت الصحافة البريطانية إلى تلك الحالة كبداية لفتح المجال أمام استعادة المزيد من النساء والأطفال بعد رفض دام لسنوات، ما تجدد معه آمال المحتجزات الأخريات بمخيمات سوريا وأشهرهم العروسة الداعشية شميمة بيجوم.

تناقلت الصحف البريطانية مؤخرا عدة تقارير حول رغبة شميمة في العودة واحتمالات استعادتها رسميًا بعد العملية الأخيرة، وذلك ضمن تغييرات سياسية قد تكون طرأت على رؤية الحكومة لملف مواطنيها الدواعش، فيما نقلت الصحف أيضًا غضب من عملوا ضمن حملات عسكرية ضد التنظيم في سوريا وكذلك أهالي الضحايا الذين تورط التنظيم في تصفيتهم أبان نشاطه في سوريا.

إذ وظف تنظيم داعش إبان  سيطرته على سوريا والعراق خلية خاصة لقتل الرعايا الأجانب أو احتجازهم لطلب فدية، وعرفت تلك الخلية باسم البيتلز و تزعمها محمد إموازي الذي قتلته قوات التحالف، بينما يحاكم عنصريها الأساسيين حاليًا شافعي الشيخ وكوتي.

ومن ثم فإن الحديث عن عودة عناصر داعش تثير جدالات واسعة ومختلفة التردد بالبلاد، ففي حين يرفض  أهالي الضحايا وبعض العسكريين لعودة هؤلاء الدواعش، تدافع بعض جمعيات حقوق الإنسان عن حقهم كمواطنين بريطانيين في العودة، وقد سبق وصرح وزير الدفاع البريطاني، جافن ويليامسون، في 2018 بأن طائرات الجيش ومعداته ليست في خدمة الإرهابيين، وذلك ردًا على دعوات داخلية حول ضرورة استعادة مواطني بريطانيا من مخيمات داعش بسوريا.

فيما ذكرت صحيفة الجارديان في أكتوبر 2022 أن حوالي 60 بريطانيا من بينهم 35 طفل يعيشون بمخيمات سوريا ولا يوجد معلومات حالية بشأن عودتهم مرة أخرى للبلاد.

عرفت المملكة المتحدة كواحدة من أكثر دول أوروبا التي ترفض استعادة الدواعش وهو ما ظهر في أكثر من مناسبة رسمية، إذ قالت وزيرة الداخلية بريتي باتل في سبتمبر 2019 موجهة حديثها لعرائس داعش البريطانيات لا تحلمن بالعودة مجددًا إلى أرض الوطن، كما سعت الحكومة لصياغة قوانين جديدة لتجريد مواطنيها الدواعش من جنسياتهم لقطع الطريق على مطالبتهم بالعودة.

"