ad a b
ad ad ad

شمال أفغانستان.. صراع مستمر بين جبهة المقاومة و«طالبان»

الأحد 09/أكتوبر/2022 - 08:44 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

بات الشمال الأفغاني في صراع مستمر ومتجدد بين حركة طالبان الحاكمة وجبهة المقاومة التي يتزعمها أحمد مسعود شاه، حيث أكدت الأخيرة أنها سيطرت على إحدى المناطق الإستراتيجية في الشمال، إلا أن الحركة نفت الأمر في تضارب صريح بين طالبان والمقاومة الوطنية بشأن السيطرة على المدينة، الأمر الذي يؤكد وجود نزاع كبير بين الجانبين على الشمال الذي بات يمثل أهمية قصوى. 

صراع السيطرة 

أعلنت «جبهة المقاومة الوطنية»، أن قواتها سيطرت على منطقة شيكاي في إقليم باداخشان الواقع شمال شرق أفغانستان، وقال المتحدث باسم «جبهة المقاومة» صبغة الله أحمدي، في بيان، إنه تم إلقاء القبض على حاكم المنطقة، الذي ينتمي لحركة «طالبان»، بالإضافة إلى 10 آخرين من أعضاء الحركة.

 وتعد هذه أول مرة تعلن فيها جماعة مسلحة مناهضة لـ«طالبان» عن السيطرة على منطقة منذ عودة «طالبان» للسلطة العام الماضي.

وتقع منطقة شيكاي، التي تبلغ مساحتها 620 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 31 ألف شخص، على الحدود مع أفغانستان وطاجيكستان. 

وفي مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قال حاكم المنطقة المحتجز، إن مقاتلي «جبهة المقاومة» نصبوا له كمينًا خلال رحلة، حيث قال أحد كبار شيوخ القبائل لوكالة الأنباء الألمانية، إن هناك وجودًا لقوات «جبهة المقاومة» في ضواحي المنطقة.
 
ورفضت سلطات «طالبان» في كابل مزاعم «جبهة المقاومة»، ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة، حيث قال معزالدين أحمدي المتحدث باسم الإقليم، الذي ينتمي لحركة «طالبان»، أمس الثلاثاء، إن «المنطقة لم تسقط». ولكنه أكد أنه تم احتجاز حاكم المنطقة، وتم تحريره لاحقًا.

وتعد «جبهة المقاومة الوطنية» هي الجهة الأخيرة التي تواجه «طالبان»، وقد تحصنت في بانشير بعد سيطرة الحركة على السلطة في كابول في أغسطس 2021.

وبعد سيطرة «طالبان» على أفغانستان وعودتها إلى السلطة، تشكلت نواة مقاومة جديدة ضد الحركة بقيادة أحمد نجل أحمد شاه مسعود، وهو من مواليد عام 1989، إذ أطلق قبل أيام نداءه من ولاية بنجشير، وقال في رسالة نشرتها مجلة La Regle du Jeu الفرنسية: أوجه دعوة لكل الأفغان الأحرار، وللرافضين العبودية، بأن ينضموا إلى معقلنا في بنجشير، آخر منطقة خالية من أرضنا المضطربة، ومنها أقول لكل الأفغان، من كل المناطق والقبائل: تعالوا وقاتلوا معنا، بحسب وفق تعبيره.

وقال أحمد مسعود في مقال له بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عقب سيطرة الحركة على الحكم، إن والده كان يقاتل من أجل أفغانستان، ولكن أيضًا من أجل الغرب، مضيفًا: أن التعاون المشترك في هذا الصراع، ضروري أكثر من أي وقت مضى في هذه الساعات المظلمة.  

وفي سبتمبر الماضي، أعلن رئيس جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية «إن آر إف»، أحمد مسعود، في فيينا، إن الفصائل المعارضة لحركة طالبان ستسعى للتغلب على خلافاتها لتشكيل جبهة موحدة، وأن الطريقة الوحيدة لأن تستمر طالبان في حكمها هو إذا كنا مقسمين، مؤكدًا أن البلاد المنقسمة عرقيًّا، انهارت بسبب انقساماتها الداخلية التي تغذيها طالبان"، بينما تظاهر أنصار مسعود ومعارضون من الشتات الأفغاني خارج المبنى.

وأوضح أن الهدف هو توحيد المعارضة، والدخول في مفاوضات مع طالبان. وإذا لم تقبل طالبان بمفاوضات ذات معنى، كما كانت في الماضي، يجب على الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي ممارسة ضغوط عليها، دون تحديد أي استراتيجية للبدء في مفاوضات.

"