مشروع أمريكي لإغلاق مخيمات عوائل داعش
وسط تحذيرات من تنامي نفوذ تنظيم «داعش» الإرهابي وخلاياه في الداخل السوري، وتحديدًا داخل المخيمات، طُرح مشروع في الولايات التحدة من قبل ديمقراطيين وجمهوريين، يسعى لمعالجة أزمة المهجرين السوريين بالعمل على إغلاق المخيمات التي تأوى عوائل التنظيم، لاحتواء مشكلات تلك المخيمات والاستثمار بجهود طويلة الأمد لمكافحة التشدد، من أجل الحدِّ من انتشار الإرهاب الداعشي ومنع عودة التنظيم وتعزيز وجوده مرة ثانية.
إغلاق المخيمات
وأعلن كل من السيناتورة الديمقراطية «جين شاهين»، والجمهوري «ليندسي جراهام»، عن طرح مشروع قانون يسعى لمعالجة أزمة المهجرين السوريين، والحد من تنامي تنظيم «داعش».
ويهدف المشروع الذي قُدم تحت عنوان «قانون المعتقلين والمهجرين السوريين»، إلى التطرق للأزمة الإنسانية والأمنية المتزايدة في مخيمات للمعتقلين والمهجرين في سوريا، وتحديدًا مخيم «الهول» الواقع بالحسكة شمال شرق سوريا، والذي يؤوي أكثر من 56 ألف شخص، أغلبيتهم نساء وأطفال تحت عمر 12 سنة، وبعضهم من عوائل تنظيم «داعش».
ويسعى مشروع القانون المطروح إلى تحديد سياسة الولايات المتحدة بترحيل ومحاكمة
قاطني المخيمات في حال صحّ ذلك، بهدف إغلاقها بأسرع وقت ممكن، وتجديد مهمة المنسق
الخاص لشؤون معتقلي «داعش» إلى نهاية عام 2025، وتعزيز منصبه ليصبح كبير المنسقين وتوسيع
مهمته لتشمل كل قاطني المخيمات وليس العناصر التابعين لـ«داعش» فحسب، إضافة إلى تطوير
استراتيجية بين الوكالات لمعالجة أزمة المخيمات، خصوصًا فيما يتعلق بالتحديات الإنسانية
والأمنية وجهود الترحيل والمحاكمة، ووضع تقرير سنوي متكامل لعرض التقدم المرتبط بالاستراتيجية
المطلوبة والسياسة المعتمدة.
المشرعان الأمريكيان أعربا عن تخوفهما من بسط تنظيم «داعش» سيطرته على تلك المخيمات، فأشارا
إلى العملية التي نفّذتها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم من القوات الأمريكية في 18 سبتمبر الماضي، والتي أدت إلى اعتقال 300 عنصر من داعش، وتحرير 6 نساء،
مشددين على أهمية تخصيص مساعدات إنسانية وإشراف أمني على هذه المخيمات، لاحتواء المشكلات
التي تواجهها والاستثمار بجهود طويلة الأمد لمكافحة التشدد وترحيل القاطنين فيها.
وذكّر المشرعان بحديث قائد القيادة الوسطى الجنرال مايكل كوريلا، عن تداعيات الأزمة في المخيمات، عندما قال إنه في حال عدم معالجة المشكلات الموجودة فيها حاليًّا فسوف تنجم عنها كارثة إنسانية، وأن آلاف المعتقلين يمثلون جيشًا نائمًا للتنظيم.
وعن القلق المتزايد تجاه «داعش» من تزايد نفوذه في الداخل السوري، أكد السيناتور الجمهوري «ليندسي غراهام»، أن الوضع داخل مخيم الهول يزداد خطورة وأهمية المشروع المطروح تكمن في معالجة التحديات المرتبطة بالترحيل والمحاكمة، ومن ثم إغلاق مخيم الهول، مشيرًا إلى أن خطوات من هذا النوع سوف تحدّ من انتشار التطرف في المخيم، وتؤمّن سلامة الولايات المتحدة من خلال العمل على منع تنظيم «داعش» من العودة وتعزيز وجوده.
عودة دفعة من العوائل لأوروبا
في الجهة المقابلة، أعلنت كل من هولندا وأستراليا استعدادهما لإعادة دفعة كبيرة من نساء عناصر تنظيم «داعش» من مخيمي «الهول وروج» شمال شرق سوريا، وفق جداول زمنية محددة، حيث ستمثل عملية استعادة النساء هي الأكبر على الإطلاق بواقع عودة 12 امرأة يحملن الجنسية الهولندية مع أطفالهن وعددهم 29 من داخل المخيمين.
ووصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الوضع داخل مخيم «الهول» بأنه في غاية الخطورة، في ظل استمرار نشاط تنظيم «داعش» الإرهابي، مشيرة إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من مئة جريمة قتل في 18 شهرًا حتى يونيو من هذا العام، متوقعة أن تستعيد أستراليا أكثر من 20 من مواطنيها، معظمهم من الأطفال، لكنها لن تتمكن من إخراج جميع الأستراليين من المعسكرات في الحال، وقد يحصل ذلك في العمليات اللاحقة خلال الأشهر القادمة.
ويشهد الهول، الواقع في أقصى محافظة الحسكة، ويؤوي نحو 56 ألف شخص، حوادث أمنية بين الحين والآخر، تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه، وفق فرانس برس.
للمزيد: برعاية العراق والأمم المتحدة.. غلق مخيم الهول في سوريا رغم وجود عوائل داعش





