ad a b
ad ad ad

عائلات «داعش» بالعراق.. مصير مجهول وتحذيرات من التحول إلى «قنابل موقوتة»

الأربعاء 11/سبتمبر/2019 - 11:57 ص
المرجع
معاذ محمد
طباعة

مع نهاية عام 2017، أعلن العراق القضاء على تنظيم «داعش» نهائيًّا، إلا أنه على الرغم من ذلك بقيت خلايا التنظيم النائمة في عدد من المحافظات، تنفذ بعض العمليات الخفيفة.

ورغم عمليات التطهير التي تقوم بها السلطات العراقية، فإن هناك مشكلة أكبر ما زالت تؤرق المسؤولين في البلاد، وهي الخاصة بـ«أبناء وعائلات داعش»، وإمكانية إبقائهم، داخل مخيمات أو إجلائهم نهائيًّا من العراق.


عائلات «داعش» بالعراق..

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019، اجتمع أحمد الجبوري، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين شمالي العراق، مع وفد يمثل قبائل المحافظة، لبحث قضية استقدام عائلات مسلحي «داعش»، بعد يومين من نقل المئات منهم، من مخيم للنازحين في محافظة نينوى، إلى شمالي مدينة تكريت «عاصمة صلاح الدين».


ووعد رئيس مجلس المحافظة في هذا التوقيت، بالبحث عن ما أسماه «صيغة توافقية»، لحل أزمة تلك العائلات، وبحسب المصادر الأمنية، فإن المئات منهم نُقلوا بحافلات تابعة لوزارة النقل، تحت حراسة مشددة من مخيم للنازحين في مدينة الموصل، مركز نينوى «شمال»، إلى مخيم آخر في قضاء الشرقاط شمالي صلاح الدين.


وشهدت الأيام الماضية نقل ما يقرب من 127 عائلة لها صلة بالتنظيم، إلى مخيم خاص في الشرقاط، شمال تكريت، من قبل السلطات، قادمة من مخيم حمام العليل، جنوبي نينوى، قبل أن تلحق بهم 140 أخرى إلى مكان آخر، إلا أن بعض شيوخ ووجهاء وشباب مدينة تكريت، تجمعوا بالقرب من مخيم الشهامة في المدينة، لمنع قرار إيواء العائلات التابعة لـ«داعش، كما تقدموا أيضًا بطلب لمجلس المحافظة، لرفض الإيواء.

وبحسب مسؤولون محليون، فإن إدارة الشرقاط المحلية فاتحت وزارة الهجرة الاتحادية، لغرض نقل النازحين من عائلات داعش إلى مخيم الشهامة في تكريت، وهو المركز الحالي لاستقبالهم، خاصة وأنه تتواجد نحو 4 آلاف عائلة منهم هناك، ومن المفترض أن جميع النازحين الجدد ينقلون إليه خلال الفترة الحالية.

نقل العائلات أثار غضب الأهالي، فتعرضت المخيمات للاعتداء على أيدي مجهولين، وقال عضو بمجلس محافظة صلاح الدين في تصريحات صحفية له، إن اللغط في الأمر هو عدم وجود تلك العائلات في مخيمات للنزوح، بل كانت مع عناصر التنظيم في نينوى وسوريا، وبعد أن خسروا المعركة تركوا عوائلهم للأقدار، فلجأت إلى المخيمات في «الهول» بسوريا، وغيرها من المخيمات في العراق.


عائلات «داعش» بالعراق..

الأهالي ينتصرون

ويبدو أن ضغط الأهالي بشأن رفض إيواء أطفال وعائلات «داعش» أتى بثماره، فكشف مصدر أمني عراقي، الثلاثاء 10 سبتمبر، عن أن السلطات الأمنية أخلت مخيم الشرقاط في محافظة صلاح الدين، من عوائل مسلحي تنظيم «داعش».

وقال نعمان الجبوري، الملازم في شرطة صلاح الدين، في تصريح صحفي: إن قوات الأمن أشرفت على نقل عوائل مسلحي تنظيم داعش من مخيم الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين، إلى مخيم الشهامة في مدينة تكريت «مركز صلاح الدين»، موضحًا أن «إفراغ مخيم الشرقاط جاء بعد ضغط متواصل من العشائر التي ترفض تواجدهم».

وعلى الرغم من نقل العائلات من مخيم الشرقاط إلى الشهامة، فإن الأهالي هناك أيضًا يرفضون وجودهم، فعندما أعلنت االسلطات العراقية عن بدء عمليات الترحيل لذوي «داعش» مطلع الشهر الجاري، تظاهر السكان في تكريت معترضين على ذلك، وتجمعوا في مصدات بشرية أمام الحافلات التي تقلهم، وتم استهداف المخيم بقنبلة صوتية من دون أية أضرار بشرية، بحسب مصادر أمنية.

رفض الأهالي في «تكريت» وجود العائلات في مخيم الشهامة، ينبئ بعدم استقرارهم فيه، وأنه لن يكون المقر الرئيسي والمستقر النهائي لهم، فمن الممكن أن يضغط السكان على السلطات لنقلهم من المنطقة، كما حدث في مخيم الشرقاط.


عائلات «داعش» بالعراق..

لماذا انتفضت «الشرقاط» ضد عائلات التنظيم؟

يرفض أبناء «الشرقاط» وجود عائلات وأبناء التنظيم، لأنهم ذاقوا على يد «داعش»، العديد من ألوان التعذيب والقتل والأزمات، بجانب إعدام علي عيد الجميلي، ابن الشرقاط الملقب بـ«شهيد العلم العراقي» بعد رفعه العلم العراقي على أعلى برج في القضاء، وإسقاطه علم التنظيم، في أكتوبر 2016.


وفي الوقت ذاته، حذر راديو «صوت أمريكا» في تقرير له، من عزل أبناء أعضاء التنظيم، الذين فقدوا آباءهم بوسائل شتى، معتبرًا ذلك بمثابة قنبلة موقوتة، خصوصًا أن معظمهم لا يتذكرون الجرائم المروعة التي كان يفعلها آباؤهم، ولا ذنب لهم في ما اقترفته أيدي مقاتلي التنظيم الإرهابي.


ويبرر التقرير، بأن العزل من شأنه أن يغذي التطرف ويفرز الجيل التالي من الإرهابيين، والكثيرون يرون ذلك بمثابة مشكلة إنسانية؛ حيث توجد نساء وأطفالًا لم يقترفوا أي ذنب، مشردين بلا مأوى ويعانون من الحرمان، ويعتمدون بشكل كامل على منظمات الإغاثة والدولة من أجل البقاء، حسب الراديو.


وفي تصريح لـ«المرجع»، قال المحلل السياسي العراقي، حازم العبيدي: إن الأهالي في أي منطقة ببغداد لن ترضى بتواجد أبناء وعائلات تنظيم داعش الإرهابي، مُشيرًا إلى أن الثأر الذي يملأ صدورهم من أربابهم لن يجعلهم يتحملون بقاؤهم داخلهم، ومن الممكن أن يتم الاعتداء عليهم، كما يحدث في الوقت الحالي.


وتخوف «العبيدي» من تواجد أبناء وعائلات «داعش» في مخيمات وسط السكان العراقيين، نظرًا لإمكانية تحولهم إلى «قنابل موقوتة»، يمكن استخدامها في أي وقت ضد العراقيين، متابعًا: «هم سلاح مخبأ يمكن استغلاله لاحقًا».


وعن المكان الأنسب لنقل هذه العائلات، أشار المحلل السياسي، إلى أنه من الأفضل نقلهم إلى المناطق الحدودية في الصحراء، بعيدًا عن الأهالي والسكان الأصليين، مقترحًا «وادي حوران»، باعتباره مكان واسع يصل إلى الحدود مع سوريا والمملكة العربية السعودية.


ويعد «وادي حوران»، الأكبر في العراق، ويقع في محافظة الأنبار غرب البلاد، ويمتد لمسافة 350 كيلو مترًا من الحدود «العراقية ــ السعودية» إلى نهر الفرات، وتطلق تسميته على منطقة جغرافية واسعة تشمل الوادي، نفسه إضافة إلى التلال المحيطة به والأودية الفرعية المتشعبة منه.

الكلمات المفتاحية

"