ad a b
ad ad ad

أحمد سلامة مبروك.. رفيق «الظواهري» في رحلة السجن والقتال

الخميس 12/يوليو/2018 - 12:25 م
أحمد سلامة مبروك
أحمد سلامة مبروك
إسلام محمد
طباعة
جاء إعلان وزارة الدفاع الأمريكية في الثالث من أكتوبر 2016، عن استهداف أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في سوريا، ليُسدل الستار على الفصل الأخير من حياة أحمد سلامة مبروك، الذي قضى 22 عامًا منها بين جدران السجون في مصر؛ بسبب نشاطاته المسلحة داخل وخارج البلاد.

بدأت علاقة «مبروك» المُكنى بـ«أبي الفرج» مع تنظيم الجهاد، أثناء دراسته في كلية الزراعة بجامعة القاهرة؛ حيث تَعرَّف على محمد عبدالسلام فرج، صاحب كتاب الفريضة الغائبة، وواظب على حضور دروسه، وتشبع بأفكاره الجهادية.

وعقب إنهاء دراسته الجامعية عام 1979، ذهب لتأدية الخدمة العسكرية، فالتحق بسلاح المخابرات الحربية، إلا أنه صدر قرار بنقله من كتيبته بعد قرابة 5 أشهر؛ بسبب نشاطاته الدينية، وتم نقله لسلاح الاستطلاع بمنطقة دهشور، وظلَّ هناك حتى انتهاء فترة خدمته العسكرية عام 1981.

واستطاعت أجهزة الأمن المصرية اختراق تنظيم الجهاد فتم حلّه، لكن عمل محمد عبدالسلام فرج، على إعادة تشكيله من جديد، وضم إليه المجموعات الجهادية بالقاهرة والوجه البحري والجماعة الإسلامية بالصعيد، وارتكب التنظيم جريمة اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 6 أكتوبر عام 1981. 

وتم إلقاء القبض على «مبروك» بعد حادثة الاغتيال، وحُكِم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، فيما عُرِف بـ«قضية الجهاد الكبرى»، وفي السجن رافق القيادي الجهادي أيمن الظواهري، الذي حُكم عليه بـ3 سنوات في القضية نفسها، وهناك توثقت العلاقة بين الرجلين.

وسافر «مبروك» إلى أفغانستان بعد انتهاء مدة عقوبته عام 1988؛ ليلتحق بالتنظيمات المقاتلة ضد الغزو السوفييتي أثناء ذروة اشتعال الجهاد الأفغاني، وهناك تنقل بين المعسكرات حتى التقى «الظواهري»، الذي أعاد تشكيل تنظيم الجهاد من هناك، ثم حلّه وأنشأ تنظيم «القاعدة» عام 1988، وضم إليه «مبروك» وعددًا من رفقائه القدامى، وأعلن التنظيم استهداف المصالح الأمريكية حول العالم.

وبعد انتهاء الجهاد الأفغاني انتقل إلى باكستان، وما لبث أن أصبح وجوده مهددًا فيها بعد القرار الذي أصدرته رئيسة الوزراء الباكستانية وقتها «بينظير بوتو»، بطرد المجاهدين العرب، وتسليم من بقي منهم إلى حكومات بلدانهم الأصلية، فسافر إلى اليمن ومنها إلى السودان، ثم إلى أذربيجان؛ حيث كانت أجهزة المخابرات الأمريكية تتعقبه، واستطاع موظفوها القبض عليه برفقة الجهادي أحمد النجار، وتسليمه سرًّا إلى مصر عام 1998.

تمت محاكمته «غيابيًّا» في مصر، باعتباره هاربًا بالخارج في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ«العائدون من ألبانيا»، إلا أن «النجار» شهد في الجلسة قبل الأخيرة من المحاكمة بوجود «مبروك» محتجزًا لدى قوات الأمن، فأمر القاضي بإحضاره إلى القاعة في الجلسة التالية، فتم إحضاره ليسمع بنفسه الحكم عليه بالسجن 25 عامًا.

وأثناء حبسه رفض مراجعات تنظيم الجهاد، والتي أصدرها سيد إمام، القيادي السابق بالتنظيم، ولما ذكر «إمام» أن «أبوالفرج» ضمن الموافقين على المراجعات، ردَّ الأخير عليه برسالة مسربة من السجن يكذبه فيها، ووصف المراجعات بأنها «غير شرعية وغير منطقية».

وأعلن «مبروك»، أنه لن يتنازل عن أفكاره، حتى لو ظل عمره كله في السجون، مستشهدًا بموقف رودلف هيس، نائب الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر؛ حيث قضى «هيس» 45 عامًا في السجن وفاءً للنازية.

وفي عام 2012، تم الإفراج عنه أثناء حكم القيادي الإخواني محمد مرسي، قبل إنهاء المدة المقررة عليه، وفي العام التالي سافر إلى تركيا، ومنها إلى سوريا؛ لينضم إلى صفوف تنظيم «جبهة النصرة»، التابع لتنظيم القاعدة، وهناك أهَّلته علاقته بـ«الظواهري» لأن يكون مرجعًا شرعيًّا للجماعة، والرجل الثاني فيها، رغم عدم وجود أي إسهامات علمية له من قبل.

وظهر في إصدارات عدّة لـ«جبهة النصرة»، أشهرها «ورثة المجد 2»، ثم ظهر في 28 يوليو 2016، إلى جانب محمد الجولاني، زعيم الجبهة، خلال إعلانه فك الارتباط مع القاعدة، وحل النصرة، وتأسيس جبهة فتح الشام، في إصدار مرئي نشرته مؤسسة «المنارة البيضاء» التابعة للجماعة.

وفسر المراقبون تلك الخطوة بأنها «شكلية»، والهدف الوحيد منها هو الخروج من دائرة الإرهاب أمام المجتمع الدولي، والهرب من الملاحقة الأمريكية، لكن بالرغم من ذلك لم يكن «أبوالفرج» بعيدًا عن تتبع المخابرات الأمريكية التي نجحت في الوصول إليه وتصفيته، بعد «فك الارتباط» بنحو شهرين، في غارة لطائرة دون طيار، أثناء وجوده في قرية «الجميلية» بريف جسر الشغور، في محافظة إدلب بالشمال السوري.
"