بعد مقتل الفتاة مهسا.. احتجاجات نسائية بدون حجاب ضد ديكتاتور إيران
أزمة جديدة يتعرض لها النظام الإيراني بسبب التعامل الأمني العنيف مع السيدات ولجوئه إلى استعمال الأساليب الوحشية مع المقصرات منهن في ارتداء الحجاب، فقد تسبب مقتل فتاة اتهمت بارتداء "حجاب غير لائق" تحت التعذيب في اشتعال احتجاجات شعبية في إيران.
صعود المتشددين
وتشهد إيران صعودًا للتيار المتشدد بالترافق مع تراجع شعبية النظام وعجزه المتزايد
عن أداء وظائفه، وبالتالي يصبح القمع أداة رئيسية في يده للتعامل مع هذه التحديات.
فمع انخفاض المستويات المعيشية وتفشي الأزمة الاقتصادية زادت معدلات الاحتجاجات التي تبدأ لأسباب مختلفة ثم تطالب برحيل النظام، وفي المقابل زادت معدلات البطش والتنكيل بالمحتجين، والتضييق على المواطنين ووأد مظاهر المعارضة، والتي منها خلع الحجاب علنًا إذ أصبحت هذه الممارسة مظهرًا احتجاجيًّا في حد ذاتها، وصيحة رفض نسائية للنظام الذي يقمعهم باسم الدين.
احتجاجات نسائية
واندلعت احتجاجات نظمها نساء قاموا بخلع الحجاب في إيران أثناء تشييع جنازة
الفتاة مهسا أميني، التي توفت بعد أن اعتقلتها شرطة الآداب في طهران، وعذبتها حتى ماتت
من شدة ما لاقته من بطش وتنكيل.
وتوفت مهسا أميني، 22 عامًا، يوم الجمعة 16 سبتمبر 2022، بعد أيام من اعتقالها، ونقلت وسائل الإعلام
عن شهود العيان الذين حضروا الواقعة أن أفراد الشرطة ضربوها بعد أن اقتادوها إلى سيارة،
وهي المزاعم التي نفتها الشرطة الإيرانية رغم شيوع هذه الممارسة من عناصرها وتوثيقها في فيديوهات عديدة.
وذكرت تقارير أن بعض النساء خلعن الحجاب من رؤوسهن في جنازة مهسا، احتجاجًا على
إجبارهن على ارتداء الحجاب، وهتف المشيعون والمشيعات في جنازة القتيلة ضد نظام الملالي وقالوا "الموت للديكتاتور"، وأظهرت
مقاطع فيديو بعد ذلك قوات الشرطة، وهي تطلق النار على حشد من الناس الذين تجمعوا في
المكان، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، بحسب ما أكدت منظمة "هنغاو" الحقوقية.
أبعاد عرقية
وتشهد إيران ظاهرة التحلل من الالتزامات الدينية وسط شرائح الشباب بالتزامن
مع زيادة نشاط قوات الآداب في قمع الحريات بطرق بالغة القسوة، وزيادة معدلات الفساد
والفقر المدقع وإثراء النخبة السياسية الحاكمة.
كما أخذ الأمر أبعادًا عرقية، فقد شهدت مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان غرب إيران مظاهرات صاخبة؛ احتجاجًا على مقتل مهسا أميني على يد قوات الأمن الإيرانية، وهتف المتظاهرون ضد النظام الإيراني الذي قتلت قواته الشابة الكردية مهسا أميني بعد تعذيبها، مما تسبب في زيادة الاحتقان داخل المناطق ذات الغالبية الكردية.





