هجوم السفارة الروسية في كابل يكشف هشاشة «طالبان» الأمنية
الخميس 08/سبتمبر/2022 - 01:46 م
اسلام محمد
شكل الهجوم الذي استهدف السفارة الروسية في أفغانستان تحديًا كبيرًا أمام حركة طالبان، إذ أظهر نجاحه مدى هشاشة البيئة الأمنية ليس في العاصمة كابل فقط، بل في ربوع أفغانستان في ظل حكم الحركة المتشددة.
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، الاثنين 5 سبتمبر الجاري، مسؤوليته عن التفجير الذي وقع قرب السفارة الروسية فى نفس اليوم، وأدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة وأربعة آخرين، بالإضافة إلى جرح عشرة أشخاص، بحسب مصادر رسمية أفغانية ووزارة الخارجية الروسية.
وقام المهاجم بتفجّير حزام ناسف قرب مدخل القسم القنصلي في السفارة، فيما قالت الشرطة الأفغانية إن الانتحاري فجر عبوات ناسفة بالقرب من مدخل السفارة لكن تم قتله بعد ذلك برصاص الحراس أثناء محاولة اقترابه من البوابة.
التفجير الأول من نوعه
وتأتي الأهمية المضاعفة لهجوم "داعش" على السفارة الروسية فى كابل، من أنه أول تفجير يستهدف بعثة دبلوماسية أجنبية منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في منتصف شهر أغسطس 2021، وبذلك فإن رسائل هذا الهجوم دولية وليست محلية فقط.
وربما يستهدف الهجوم توتير الأجواء بين موسكو وطالبان، رغم محاولة الطرفين الحفاظ على علاقة تواصل بينهما، فعلى الرغم من أن موسكو لا تعترف رسميًّا بالحكومة التي عينتها حركة طالبان، لكنها تجري محادثات مع مسؤوليها بشأن توريد البنزين والسلع المختلفة، كما أن روسيا من الدول القليلة التي لم تغلق سفارتها في العاصمة الأفغانية بعد سيطرة طالبان على البلاد منذ أكثر من عام.
وحاولت حركة طالبان على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومتها، التخفيف من تداعيات الهجوم الإرهابي، وأعربت عن أملها ألا يؤثر بشكل سلبي على العلاقات مع موسكو.
وقال عبد القهار بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "لدينا علاقات وثيقة مع روسيا، ولن نسمح لمثل هذه التصرفات السلبية من جانب الأعداء بالتأثير سلبًا على العلاقات".
وتحاول "طالبان" التصدي لخطر تنظيم "داعش" باعتبار أنه يمثل أكبر تهديد لسلطتها، وخلال الشهر الماضي شهدت العاصمة الأفغانية اشتباكات بين عناصر حركة طالبان ومسلحين من داعش في محاولة من الحركة لتصفية خلاياه.
يذكر أن أفغانستان شهدت بعد وصول طالبان إلى الحكم أكثر من مئة تفجير وهجوم مسلح نسبت إلى تنظيم داعش.
