ad a b
ad ad ad

أحلاهما مُرّ.. اللاجئون بين فقر تركيا ونار سوريا

الخميس 08/سبتمبر/2022 - 09:56 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
11 عامًا مرّت على الأزمة السورية التي كان الخاسر الأكبر فيها هو الشعب السوري، حيث لا تزال سوريا أضخم أزمة نزوح في العالم، فقد اضطر أكثر من 13 مليون شخص إما للفرار خارج البلاد أو النزوح داخل حدودها.

تلك الأعوام الحادية عشر، خيّم عليها القطيعة بين النظام التركي ونظيره السوري، إلا أن الأيام الماضية شهدت تغيرات في بوصلة المسؤولين الأتراك وأصبحت تؤشر على عودة العلاقات التركية مع النظام السوري.

اللاجئون بين أردوغان والمعارضة

عوامل كثيرة دخلت على الخط أدّت إلى تغيير الحسابات التركية في سوريا؛ لتتماشى مع النهج البراجماتي الجديد الذي تتبناه أنقرة في ملفات عدة، على رأسها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة في تركيا، حيث تحوّل ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة انتخابية حاسمة في يد المعارضة التي باتت تهدد حزب العدالة والتنمية الحاكم.

بدوره، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين بارزين في حكومته، عن رغبتهم في ترحيل الملايين من اللاجئين السوريين قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في يونيو المقبل، حيث يتخوف اللاجئون من إعادتهم قسراً إلى سوريا لا سيما بعد إعلان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن ضرورة إجراء مصالحة أو اتفاق بين النظام السوري ومعارضيه.

تلك الأجواء المضطربة تركت اللاجئين المقيمين في تركيا في حالة من القلق؛ خاصة أن مسألة اللاجئين السوريين تحظى بأهمّية كبيرة لدى الرئيس التركي وحزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، إذ يحاول تخفيف الضغوط الشعبية على حزبه مقابل أن يكسب المزيد من الأصوات خلال الانتخابات المقبلة إذا ما تمكن من ترحيل أعداد كبيرة من اللاجئين يرفض أعضاء من حزبه وجودهم على الأراضي التركية.

الفقر يضرب اللاجئين

بدورها، ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، العالم ألا ينسى أو يغفل الاحتياجات المتزايدة للنازحين واللاجئين السوريين داخل وخارج البلاد، وذلك بعد 11 عاماً على اندلاع الأزمة.

وأوضحت: «اليوم، يعيش معظم اللاجئين السوريين في المنطقة في حالة من الفقر.. ولا تبعث الآفاق المستقبلية على التفاؤل بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً من بينهم، مثل الأمهات غير المتزوجات والأطفال الذين يعيشون دون وجود من يرعاهم، إضافة إلى الأشخاص من ذوي الإعاقة».

وتابعت المفوضية: «يضطر الأطفال للخروج من المدرسة من أجل العمل، فيما حالات الزواج المبكر آخذة في الارتفاع، خاصة بين العائلات الأكثر فقراً.. أما المكاسب التي تحققت في مجال الوصول إلى فرص التعليم والرعاية الصحية فهي معرضة لخطر التلاشي».

تركيا تبحث عن أمنها 

في سياق متصل، أشار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إلى أن بلاده تقدم الدعم لتسهيل حياة نحو 9 ملايين سوري في تركيا وإدلب وحلب، وتسعى لضمان تحول «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري إلى «مركز جذب» لعودة اللاجئين بشكل يحد من موجات الهجرة.

وقال أكار إن «المأساة الإنسانية يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، هناك مشكلات جدية ونريدها أن تنتهي، وحتى اليوم، بذلنا قصارى جهدنا على كل المستويات، داخلياً وخارجياً، وواصلنا أنشطة المساعدة الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وما زلنا نفعل ذلك.. أولويات تركيا في سوريا هي ضمان الاستقرار وظهور سوريا مستقرة، سيؤدي هذا إلى أمن حدودنا، وهي أهم قضية نركز عليها».
"