كينيا و«التحالف الإسلامي العسكري».. خطوة جديدة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا
شهد مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بالعاصمة السعودية الرياض، الخميس 1 سبتمبر، رفع العلم الكيني في إعلان عن انضمام كينيا رسميًا كدولة عضو في التحالف، لتكون الـ42 المنضمة إليه منذ إنشائه عام 2015، بقرار من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي؛ بهدف تشكيل جبهة إسلامية موحدة في الحرب ضد الإرهاب والتطرف.
ترغب كينيا في
العمل إلى جانب دول التحالف الإسلامي العسكري لتنسيق وتوحيد ودعم الجهود
الفكرية والإعلامية وجهود محاربة تمويل الإرهاب والعسكرية، ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله
ومظاهره أيا كان مذهبه، ووضع خارطة طريق على رأس أولوياتها العمل على تجفيف منابع
تمويله وزيادة التنسيق ونقل المعارف والخبرات، خاصة أنها تعاني من وجود فرع
لحركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة على أراضيها.
ورغم الاستعدادات
الأمنية وحالة الاستنفار الأمني قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في كينيا،
وحالة الترقب والحذر للعناصر الإرهابية والاعتماد في أغلب الأوقات على عمليات إرهابية
انتحارية أو فردية من وقت لآخر لمجرد إعلان وجود.
كما شهدت البلاد قبل أيام اشتباكات
قبلية عنيفة اعتراضًا على نتائج الانتخابات، إذ اندلعت أعمال عنف في عدد من المدن الكينية إثر
خلافات داخل لجنة الانتخابات حول فوز نائب الرئيس وليام روتو بـ50.49% من الأصوات
بفارق ضئيل على منافسه رايلا أودينجا في الانتخابات الرئاسية التي أعلنت نتائجها الاثنين، والتي رفضها الأخير الذي نال 48.85% فقط.
الإرهاب في كينيا
وبحسب دراسة بعنوان «الصدامات القبلية وتأثيرها على مكافحة الإرهاب في كينيا»
للباحثة بكلية الدراسات الأفريقية نهال سيد أحمد، فإن حركة الشباب تعتبر الذراع الأهم
للقاعدة شرق أفريقيا، الأمر الذي يدفعها لترسيخ نفوذها وتقوية أوصالها والبحث عن مناطق
نفوذ جديدة داخل القارة، عبر استقطاب عناصر جديدة وتهيئة بيئات أخرى للتوسع والتمدد،
وقد ساعدها تشكيل ذراع عسكرية لها داخل الأراضي الكينية في دفعها لشن مزيد من الهجمات
داخل العمق الكيني لردع نيروبي عن دعم الحكومة الصومالية في مواجهة الحركة، مستغلة
بذلك هشاشة الأوضاع وتشتت الأجهزة الأمنية بين احتواء الصراعات القبلية ومواجهة التنظيمات
الإرهابية.
ولعل جهود مكافحة الإرهاب تقابلها مرونة التنظيمات الإرهابية، حيث تتمتع الجماعات
بديناميكية أكثر مرونة تمكنها من التكيف والتأقلم على المستجدات، الأمر الذي ساعدها
في مهمة استقطاب العديد من القبائل المحلية مستغلين صداماتهم مع الأنظمة الحاكمة، والتمركز
في البيئة الرخوة المدججة بالصراعات، وتحويلها لبؤرة تجنيد، حيث أفادت تقارير بأن نحو
(75%) من المنضمين للجماعات الراديكالية في شرق أفريقيا لا يمتلكون دوافع أيديولوجية،
لكن انضمامهم كان بدوافع معيشية عبر ترغيبهم بالأموال والمتطلبات اليومية البسيطة؛
ظنًا منهم أن تنظيمات كداعش والقاعدة بمثابة أحزاب راديكالية وجماعات معارضة لنهج الحكومات،
وفق الدراسة.
تنافس داعش والقاعدة
وتؤكد الباحثة أن التنافس الواسع بين تنظيمي القاعدة وداعش في القارة الأفريقية، لا يمنع وجود تفاهمات سرية بين الطرفين؛ بغية استمرار تمركزهما بالدول الأفريقية، ويستدل على ذلك من عدد من الوثائق والمعلومات التي أكدت لقاء عناصر قيادية من التنظيميين، منها اللقاء الذي جمع أبا عبدالرحمن المغربي (الرجل الثاني في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) قبل مقتله على يد القوات الفرنسية، وأبا وليد الصحراوي (أمير تنظيم الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى) عام 2018 حيث حاول الطرفان الاستفادة من خبرات كل منهما، والجمع بين القوة العسكرية لتنظيم داعش وقدراته على الاستقطاب والتجنيد، مقابل الاستفادة من القدرات الفكرية والتنظيرية للقاعدة باعتبارها التنظيم الأم، وبرغم فشل التوصل لتعاون أكيد فإن لقاءات كهذه تعكس تطورًا في أيديولوجيات التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.





