ad a b
ad ad ad

ديمقراطية معلقة.. التجربة التونسية بين التطهير الكلي والضغط الغربي لإشراك المعارضة

السبت 03/سبتمبر/2022 - 02:58 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

بينما تشهد الساحة التونسية حالة من الهدوء بعد انتهاء جولة الاستفتاء ودخول الدستور الجديد حيز النفاذ، تمر تونس بتحركات على المستوى الخارجي، إذ تعيش دبلوماسيتها مرحلة حساسة تحاول فيها تونس التمسك بخطاب السيادة والندية.

على هامش تيكاد 8

وبعد أيام من الأزمة الدبلوماسية مع المغرب على خلفية استقبلال الرئيس التنونسي قيس سعيد لزعيم حركة البوليساريو، إبراهيم غالي، ضمن ضيوف مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا (تيكاد8) الذي نظمته تونس نهاية أغسطس 2022، وما ترتب عليه من استدعاء السفراء للتشاور، التقي قيس سعيد بمساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، التي أعاد على مسامعها خطابه عن السيادة ورفض التدخل الخارجي في شئون بلاده.

وفيما كانت المبررات التونسية لاستقبال غالي هي الحياد وحقها في تحديد موقفها بعيدًا عن أي من الأطراف، كان خطاب سعيد لا يبتعد عن ذلك إذ أكد على سيادة تونس، وضرورة احترام المجتمع الدولي لدوافعها في القرارات المأخوذة في الفترة الأخيرة.

ويكرر سعيد بخطابه عن السيادة ما قاله للوفد الأمريكي من الكونجرس، الأسبوع الماضي، عندما تكلم عن حق تونس في أن ترفض أي تدخل في شئونها، رافضًا تحفظات واشنطن على الاستفتاء أو التجربة الديمقراطية.

حساسية ملفتة

يكشف تكرار الخطاب عن السيادة عن حساسية تونسية تجاه كل من يعلق على المشهد التونسي. وتحظى تونس في الفترة الأخيرة باهتمام غربي في ظل تنفيذها لخارطة الطريق المعلنة، والتي أجرى بمقتضاه الاستفتاء على الدستور في 25 يوليو الماضي.

وفيما شدد سعيد على ضرورة أن تستمتع أمريكا إلى الرؤية التونسية دون الاستمرار في الانتقاد فقط، أكدت السفارة الأمريكية بتونس على أهمية تحقيق إصلاحات اقتصادية في تونس، مشيرة إلى أن الشراكة بين الولايات المتحدة وتونس تتخذ "أقوى وأمتن" صورها عندما يكون هناك التزام مشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

التجربة التونسية والتطهير الكلي

أمام هذا التمسك الواضح من قبل أمريكا ومعها أوروبا بتجربة الديمقراطية واعتبار قيس سعيد ذلك تدخل في شئون بلاده، يرى الكاتب السياسي التونسي، عادل البريني أن الدول الغربية وحتى العربية لا يرفضون المسار الذي يتبناه قيس سعيد، ولكنهم يدعموه بشروط وهو إشراك قوى المعارضة، ولفت لـ"المرجع" إلى أن قيس سعيد يرفض دخول المعارضة في المشهد راغبًا في تطهير كلي.

ووصف ما تمارسه الدول العربية والغربية على قيس سعيد بتصويب المسار، قائلًا إن سعيد لا يحظى بصورة سلبية دوليًّا برغم كل الدعاية المضادة التي تنفذها مراكز ومنابر إعلامية في الغرب يربطها مصالح مع قوى معارضة متضررة أبرزها حركة النهضة.

وشدد على أن المطلوب هو انفتاح قيس سعيد على الإعلام لتوضيح وجهة النظر التونسية، ومن ثمن قطع الطريق على كل من يحاول تشويه مسار 25 يوليو.

للمزيد.. رفض التدخل الأمريكي في الشأن التونسي يرفع شعبية «سعيد»

"