«الغنوشي» يبحث عن مخرج لـ«النهضة» باختصار مشكلة تونس في شخصه
يعاود راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية، الظهور من جديد داخل المشهد التونسي بتصريحات أطلقها في حواره الأخير مع وكالة أنباء «الأناضول» التركية، صرح فيها باستعداده لترك موقعه في الحركة، حال ما تقدم أي طرف بتسوية للوضع تستدعي خروجه من المشهد.
فيما لم ينكر «الغنوشي» مسؤولية حركته عن الفشل والتخبط الذي عرفته البلاد على مدار السنوات العشر الأخيرة، لكنه اشترط أن تكون المسؤولية على حجم الدور، في إشارة إلى أن النهضة لم تكن القائمة على الحكومات طوال السنوات العشر، بل كان معها أحزاب أخرى مثل؛ نداء تونس وحكومات تكنوقراط.
وحديث «راشد الغنوشي» عن المسؤولية مردود عليه بحسب مراقبين، إذ يعرف المتابع للمشهد التونسي خلال سنوات ما بعد عام 2011، أن النهضة كانت الرقم الأول في المشهد السياسي، وكان لها الحكم حتى في الفترات التي لم يكن لها ممثلون داخل الحكومة، حيث كانت تضمن ولاء رؤساء حكومات التكنوقراط لها، بمناورات ومفاوضات.
وبعيدًا عن ذلك يبدو «الغنوشي» من خلال تصريحه عن ترك موقعه، كمن يطرح مبادرة على رئيس الجمهورية قيس سعيد، إذ يعتبر هو المخول الوحيد بطرح تسوية أم عدمه باعتباره الخصم الأول للحركة.
لماذا الآن؟
التوقيت الذي يطرح فيها راشد الغنوشي الغنوشي، مبادرته يعتبر أوج لحظات الانتصار للرئيس التونسي قيس سعيد، إذ تعتبر نتائج الاستفتاء الذي شهدته البلاد في 25 يوليو الماضي، شهادة ثقة ونجاح للمسار الذي بدأه في 25 يوليو 2021 وهمش بمقتضاه حركة النهضة من المشهد السياسي.
وبينما يستعد الرئيس قيس سعيد، للخطوة الثانية وهي سن قانون انتخابي يحرك كل من تورطوا في أخطاء خلال العشرية الأخيرة، وعلى رأسهم حركة النهضة، يتقدم «الغنوشي» بتصريحاته التي يلمح فيها إلى استعداده للتفاوض والحوار، ولكن هل يقبل «سعيد» بأي مفاوضات مع النهضة؟، وهل مشكلته مع «الغنوشي» نفسه أم النهضة؟.
يجيب عن ذلك الكاتب السياسي التونسي، نزار الجليدي، الذي استبعد فى تصريحات لـ«المرجع» أن يكون هناك أي تعاون بين الرئيس التونسي وحركة النهضة، مؤكدًا عزم الرئيس على القضاء عليها نهائيًّا.
وفيما إذ كانت مشكلة الرئيس مع وجود اسم الغنوشي على رأس الحركة من عدمه، قال «الجليدي» إن النهضة في مجملها مرفوضة في المشهد التونسي وفقدت حاضنتها الشعبية. ودلل على ذلك بنتائج الاستفتاء التي وافق فيه 94.60 % من المصوتين عليه.
ويختصر راشد الغنوشي الأزمة الحالية للحركة في شخصه، فيقترح إن غيابه ربما يكون ورقه تضمن انصراف الرئيس عن فكرة القضاء على الحركة.
وتواجه حركة النهضة التونسية اتهامات على أكثر من مستوى بداية من ملف الاغتيالات السياسية التي عرفتها البلاد في عام 2013 وراح فيها السياسيان اليساريان شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
للمزيد... برلمان تونس.. مخاوف من عدم الانسجام تطرح دعوات التأجيل





